صارحته فجأة وهما يستقلان ميكروباص هائل-الحصبة.. قالت له: أنا كنت حاضرة جمعة الكرامة وهناك من كان يقود مجاميع مسلحة يلبسون البدلة العسكرية وأطلقت اسم أحد الأشخاص- ثم أضافت: إن الكثير في الساحة يعرفون "سماح" – تعني نفسها- وهو يهز رأسه معجباً بشجاعتها، ثم تضيف سماح وأنا أتابع باستغراب عليهما من المقعد الخلفي وأستمع إلى تلك المشاهد الثورية لسماح و"نـ.....".. والحق يقال كان الشاب مؤدباً بما فيه الكفاية ولم يرتفع صوته كثيراً إلا عند مغادرته للميكروباص وكعادة اليمنيين الكرم يدفع حساب الباص "مُحاسب" وهو يغادرنا.
ما استفزني فعلاً هو أن الفتاة تتحدث وبصوت مرتفع عن أحداث جمعة الكرامة وتصف مشاهد كنت حاضراً فيها شخصياً ولم أسمع أحداً من الناس تحدث عنها أو على الأقل لم تكشفها حتى محاضر التحقيقات الأولية، لكن الفتاة سماح أضافت قبل ختام حديثها أنها قابلت الرئيس السابق صالح وأعطته تفاصيل لبعض المشاهد وأنها قابلت سكرتيره الصحفي وزودته ببعض المعلومات وإلخ.. عندها فقط فهمت أن البعض يحاول تقمص دور البطولة بعد زمن من الأحداث وفي وقت لم يعد الناس بحاجة لمعرفة من كان هناك وآنذاك.. والفتاة إياها لم تكن سوى مشهد من مشاهد الثورة المضادة التي يحاول البعض رسم صورة مغايرة لأحداث 2011م المأساوية، من خلال التدليس وبث إشاعات لا تمت للواقع بصلة إطلاقاً وما سمعته - حسب اعتقادي- كان مشهد من مشاهد الثورة المضادة وبامتياز وإن كان استثنائياً في المكان والزمن وفي لحظة فارقة وعجيبة أيضاً.
Abast66@hotmail.com
عبد الباسط الشميري
من حديث ميكروباص!! 2346