لا أدري حقيقة من أين أبدأ الليلة، من مصر حيث تعالت أصوات الشعب هناك فرحة بتولي الدكتور/ محمد مرسي رئاسة أكبر دولة عربية، بل مركز قيادة الأمة والفرحة لا تعني أن العرب جميعاً والمصريين بمختلف فئاتهم مؤيدون لمرسي أو هم من الداعمين لاتجاه هذا الرئيس الإسلامي أو القادم من حزب إسلامي، بل المسألة مختلفة، الفرحة أعظم من هذا الحديث ومن الموالة لاتجاه مرسي.. إن أعظم انجاز تحقق لمصر اليوم هو صعود أول رئيس مدني لهذا الشعب العظيم ومعه سوف تكون مصر قد وضعت المدماك الأول لبناء الجمهورية الثانية والتي سيكون أساسها الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.. وحقيقة لا يعد الأمر مهماً بالنسبة لشعب مصر العظيم سواء استمرت فترة هذا الرئيس أشهر أو أكثر من ذلك أو أنقص وكما يتردد على السنة البعض، لأن الدستور الجديد سوف يحدد مدة رئاسة الرئيس الجديد التالي بعد مرسي، لكن المنجز الأعظم حسب اعتقادي هو تأسيس نظام ديمقراطي محدد بفترة زمنية معروفة لا زيادة فيها ولا تمديد ولا توريث ولا غير ذلك، لهذا ستكون فترة مرسي مرحلة صعبة وشاقة لتأسيس دولة مدنية حقيقية، الشعب فيها المراقب والحاكم الحقيقي وسيواجه مرسي كثيراً من العقبات التي ستقف في طريق الانتقال لحكم مدني في مصر، لكن التعويل على ثقافة وعي الشعب المصري في تجاوز كل الصعوبات والمساعدة على بناء مصر والانتقال بالبلد من مرحلة الحكم العسكري التسلطي إلى حكم الشعب وحتماً ستخرج مصر من المحنة وستعود بعون الله إلى موقع الريادة والقيادة ولن تطول المرحلة التي أستطيع تسميتها بالمرحلة الانتقالية إن جاز لنا إطلاق مثل هذا المسمى عليها..
اليوم مصر تعيش فترة قطف ثمار الثورة التي طال أمدها كثيراً، فما يحدث في الشارع المصري كان وبحسب عدد من الروايات محبطاً وينذر بنشوب أزمات وحدوث كوارث لولا عناية الله ولطفه ووعي المصريين الذين غلبوا مصالح بلادهم العليا على مصالحهم الحزبية والشخصية ولا صوت يعلو فوق صوت مصر وعاشت الأمة ودامت مصر ذخراً للأمة.. والله من وراء القصد.
Abast66@hotmail.com
عبد الباسط الشميري
مصر الريادة القيادة 2410