مبروك لمصر بلاد الحضارة وهبة النيل ...ومبروك للمستضعفين والأحرار والمشردين والمضطهدين بفعل أنظمة الفساد في كل أقطار أمتنا وعالمنا العربي الذي طال فيه الظلم واستطال وعاث فيه العسكر فساداً قل نظيره..مبروك الانتصار...انتصار الحق على الباطل..وانتصار العدل على الظلم..وانتصار الإرادة الشعبية على الإرادة السلطوية الكهنوتية المستبدة...مبروك للشهداء والجرحى الذين سقطوا على درب الحرية ورفضوا الحياة في ظل حكم الاستبداد والتسلط ..وأبو إلا أن يقدموا أنفسهم شهداء ومكلومين على مذبح الفداء والاستشهاد وفي سبيل الخلاص من فساد رفض فيه المفسدون التزحزح عن أماكنهم بالاختيار قيد أنمله,, أو ان يتركوا لحظة إشعاع أو بارقة أمل تبرق أو تلوح من أي جهة من جهات ألأوطان لتعطي الناس ولو قليلاً من الأمل في التغيير.فكانت دماؤهم الطاهرة اللعنة التي عجلت بزوال الأصنام وأسقطتهم من عروشهم متهاوين كالدمى الجوفاء والخرقاء...جاء فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة المصرية مؤكدا على التحول الحقيقي والتغيير.مدعوماً بالحشد الشعبي والثوري الرافض للتراجع أو التنازل أو المساومة على خط الثورة...انه التحول التاريخي أو العودة للتاريخ المتشابه في بلاد عرفت بحكامها الجبابرة والفراعنة والطغاة الذين تأتي نهايتهم على أيدي الأنبياء والرسل والمصلحين.. هي الصورة تتشابه بين عزيز مصر وهو يستنجد بالنبي يوسف عليه السلام كي ينقذ مصر آنذاك من المجاعة والجفاف والسنوات العجاف.. وبين شعب مصر اليوم وهو يستنجد بمرسي وزملائه الثوار كي ينقذوه من الفساد والفقر والمجاعة.. أوقل هي الصورة الأكثر تشابهاً بين الفرعون الذي يقتل الرجال ويستحي النساء ويستبيح كل شيء ويدعي الإلوهية وبين موسى النبي عليه السلام المشرد المطارد المبعد الذي تأتي نهاية الفرعون على يديه ...ونحن هنا نشبه الوقائع ولا نشبه الأشخاص حتى لا يفهما أقصده بالخطأ...فمحال أن نقارن أي إنسان مهما كان ومن كان ومهما بلغ بالأنبياء والمرسلين وإلا فسندخل عالم الاثنا عشر يهوالجعفريه والولي الفقيه أو الولي المعصوم...
لكن نقول انه شيء عظيم أن يصل سدة الرئاسة في مصر العروبة الدكتور والأكاديمي والإخواني والسجين والعالم محمد مرسي...شيء عظيم أن يكون على رأس هرم السياسة أحد الذين اكتووا بنار الظلم والقهر وعذابات السجون ...شيء عظيم أن يكون على رأس الأمة من سجن، لأنه حمل فكراً وهماً وطنياً ورفض أن يبيع ضميره أو أن يتنازل عن مبادئه أو حق وطنه لحاكم مستبد ظالم فاسد بغض النظر عن انتمائه لجماعة قد لا تعجب أصحاب الخط الراديكالي أو العلماني ..يكفيه شرفاً أن يجمع عليه الجميع وهم الذين وحدتهم مصيبة الفساد والظلم فلم يجدوا غظاظة من أن يقفو معه..
جميعاً رغم اختلاف المشارب والمذاهب والإيديولوجيات مسقطين رهانات الأفاكين ودعاياتهم التي صورت الإخوان المسلمين بأنهم الشيطان الرجيم...وكأن لسان حالهم يقول وبضدها تتميز الأشياء.. فإذا كانت الأنظمة تكره الإخوان فلا يمكن إلا أن يكره النقيض نقيضه...وبالنتيجة فإن الإخوان المسلمين هم نقيض الفاسدين والطغاة..فأهلاً بهم حكاماً وليذهب الفاسدون ودعاياتهم إلى الجحيم...
يكفي مصر شرفاً أن يقف على رأسها أحد الذين يشبهون نيلسون مانديلا ليكرر التجربة الناصعة والدور الذي قام به مانديلا في جنوب القارة الإفريقية في شمال القارة.. يكفي أنه السجين الرئيس لا الشاويش الرئيس.. فقد ملت الشعوب رؤية الشوش مسلطين عليها يمارسون أسوأ وأقبح أشكال الحكم من لحظة ظهور الدولة وحتى اليوم....
أخيراً تلفظ الشعوب وترفض حكم العسكر مرددين قول أبي الأحرار:
العسكري بليد للأذى فطن..كأن إبليس للطغيان رباه
هنيئا لشعب الكنانة التغيير وهنيئاً لشعوب الأمة، كون مصر عادت الحاضنة والقائدة والرائدة للتغيير كما هو قدرها ومكانتها ومسؤوليتها تجاه الأمة والمؤمل منها...لا قائدة التوريث في ظل حكم الشوش وجندرمة الجندرمه....
علي الربيعي
مرسي من السجين إلى الرئيس 2004