شنت خفافيش الظلام -التي تعشق الظلام فقررت تعميمه على المواطنين- حملة شرسة على الكهرباء، فما تكاد تعود إلى طبيعتها حتى يعاودوا ضربها من جديد.
إن هذه (الخفافيش) مجهولة الهوية، مشكوكة النسب، تجردت من الأخلاق والقيم، وعماها الحقد عن رؤية أي أمل في غد أفضل، أنا لست على يقين من تمثل هذه (الخفافيش)، وأنا متأكد أن كل قارئ على يقين أنهم يمثلون الجهة التي يعادونها، فمن هم ضد الرئيس السابق، يرون أن هذه (الخفافيش) عفاشية، وأنصار الرئيس السابق يرون هذه (الخفافيش) ثورية، والبعض يراها (إصلاحية) أو (سلفية) أو (قاعدية) أو (قبلية)، لكنها في النهاية (خفافيش) ضد هذا الوطن المثخن بالجراح، والذي يكفيه ما فيه، والله المستعان!!.
لا تهم المواطن هوية هذه (الخفافيش) بقدر ما يهمه أثرها السيئ في حياته، فحياة الإنسان في هذا العصر مربوطة بشكل كامل بالكهرباء، ومن المضحك المبكي أن الكهرباء تقتل بوجودها، أما في اليمن فهي تقتل بانطفائها!!.
إن الانطفاء الجزئي للكهرباء قد يكون مقدوراً على تحمله، أما الانطفاء المتواصل الطويل قد يؤدي إلى الموت فعلياً إذا لم تستطع المستشفيات والمراكز الطبية تحملها، هذا غير الحالات الكثيرة التي نشرت في الصحف والمواقع والإذاعات والتلفزيون عن أسر بكاملها ماتت بسبب دخان المولدات في الغرف المغلقة، وعليه فإن هذه الخفافيش انتقل ما تمارسه من أفعال إجرامية من خانة (الجنح) إلى خانة (القتل) وعقابه معروف وهو الإعدام.
أدعو الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، أن يستكمل عملية فرض هيبة الدولة التي بدأها بنجاح منقطع النظير في أبين، ليمد هيبة الدولة إلى المناطق التي تضرب فيها الكهرباء، فهذه (الخفافيش) تؤمن بالمثل الشعبي القائل (ادكمه يعرفك)، (فادكمهم أنا عند الله وعندك).
سيدي الرئيس، إن الدم الذي يحقن الدماء واجب إراقته، فلا تأخذك بهؤلاء شفقة ولا رحمة، ولا تترك المجال (للتوسط) و(الجاه) فقد سئمنا من استغلال العادات القبلية المحمودة في غير موضعها، إن من يقوم بقطع الكهرباء يقوم بفعله متعمداً ولا تجوز بأي حال من الأحوال الشفقة عليه، هو ومن يمثله.
سيدي الرئيس، اضرب باسم هذا الشعب العظيم، الذي شارك في الانتخابات ليعطيك الشرعية التي تلزمك لاتخاذ قرارات جريئة، ولتعلم هذه الخفافيش أن من يضرب بـ(خبطة) من حديد، سيواجه بيدٍ من حديد، وراؤها شعب لن يحيد، عن طريقه إلى اليمن الجديد.
سيدي الرئيس، قالت العرب: (لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها إن كنت شهماً فاتبع رأسها الذنبا): إن أي مواجهة مع أعداء الوطن قد يكون بين أبناء هذا الوطن من يراها غير ضرورية لسبب أو لآخر –كما فعل العلماء عندما توسطوا لإيقاف الحرب على أنصار الشريعة خزاهم الله، أما مواجهة (خفافيش) الظلام فيؤيدها اليمنيون من شرق الوطن إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، فامض في طريق الخلاص منهم ونحن من خلفك نشد أزرك، وندعم ما تقرره في سبيل ذلك، ونؤيد ما تقوم به.
الأخ وزير الداخلية المحترم: تطالعنا نشرات الأخبار دوماً، بأن (فلاناً) من الناس قام برمي خبطة أدت إلى توقف محطة مأرب عن العمل، وما أطلبه منك بسيط جداً، أرجو وآمل منك أن لا تعلن عن اسم فلان وعلان إلا بصيغة (الصريع فلان) قام برمي خبطة... فهل هذا ممكن؟!.
ورسالتي الأخيرة إلى (خفافيش) الظلام: لا تختبروا صبر هذا الشعب، واتقوا غضب الـ(هادي) إذا غضب!!.
عوض العسلي
الضرب ب(خبطة) من حديد.. رسائل إلى الرئيس والداخلية وخفافيش الظلام 1666