عادت النفوس الخبيثة لإقلاق أمن الناس في ثغر اليمن الباسم، وعادت الدماء تنزف من جديد، ونحن مشغولون" بمرسي وشفيق " وكأنهم بالصلاة على النبي" مرشحو الرئاسة لليمن وليس لمصر .. خلصت الانتخابات وأعلنت نتيجتها وأصحابنا ما زالوا منقسمين بين مرسي وشفيق ..
عدن لا تهدأ وتعود بسرعة إلى دائرة الخراب والدمار والقتل.. ولا هنالك من يبالي .. الكهرباء معدومة في ظل موجة حر خانقة تجعل الناس متوترين خلقة ومضاف إليها هذه المآسي من فقدان الأمن وقتل الأبرياء العزل وإثارة المشاكل , باختصار " إنهاك البشر وإخراجهم عن طورهم "..
عدن، أعترف بأني لست قادراً على إضافة شيء على من وصفوا مدنيتها وسلميتها، وبينوا جمالها ومقومات الحياة التي يحلم بها كل يمني ..
عدن تجبرك أن تمشي بثقافتها وتصنع منك شخصاً آخر، موقعها الاستراتيجي المتميز داخلياً وخارجياً، ميناؤها المتميز، أراضيها الواسعة المستوعبة لاستحداث مدن جديدة وقبل هذا تنوع ساكنيها وتقبلهم للآخر، حضور النسوة في مجالات الحياة وانخراطها في شراكة الرجل بشكل ملحوظ عن بقية مدن اليمن الأخرى الذكورية بامتياز، عدن التي تنبذ السلاح وحامليه أغرقت بالمدججين بشتى صنوف الأسلحة، وخراطيش الرصاص أصبحت تملأ الشوارع .
محاولات عدة ومستميتة لقتل نبض اليمن وإشعال جذوة الكراهية بين شمال الوطن وجنوبه لجر أبناء البلد الواحد للاقتتال، هذا منتهى آمال كارهي الوطن ومن ينفذون مخططات شيطانية..
المنصورة -كجزئية بسيطة من عدن ومثال للمعاناة - أصبحت تثير رعب ساكنيها والمارين بها والبشر يحلمون هناك بنسمات باردة تخفف توتراتهم وإنهاء لمراسم الموت الجماعي ..
الخوف سيد المكان، بل الموت سيد الأماكن .. تعبر الطرقات وكأنك تعبر " حقول ملغمة " تنتظر لحظة سقوطك صريعاً من دون أن يسمى عليك .. لا تمتلك أي طمأنينة للوصول لهدفك سالماً أو العودة لمنزلك بروحك .. حيث يستقبلك أهل بيتك ملقيين عليك وارد دعاء السلامة بعودتك سالماً بعد أن مرت أوقات بقاءك خارج المنزل مقلقة بالنسبة لهم .
من يسمع أنين عدن؟ ومن يا ترى سيلتفت لإنهاء هذه المأساة لمجتمع مدني سلمي لا يفكر سوى بمستقبل أفضل لهذه المدينة ولليمن عامة؟ ..
غصة وطن :
يا حزني المتقوقع في هذه العضلة الخرائفية المسماة جزافاً " قلب "
تقوقع أكثر
تمادى بسوطك
فما الصبر صبرا إذ لم يكن هنا في حنايا الفؤاد ..
نودع طفلاً
ونرثي المسرات لحن الخلود
ففي كل دار لنا خيمة
وفي كل قلب لنا غصة
هو الموت حاصر كل شعاب الحياة
وددنا الحياة .. وددنا الحياة
أحمد حمود الأثوري
مجانية الموت في عدن 2600