أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعلِ طاغيها
عودة إلى مصر
حينما تأتي البشرى من مصر يكون لها وزن ومذاق وبعد غير التي تأتي من غير مصر، خاصةً إذا كانت البشرى عامة، وللمستقبل!.
ولا أخفي أنني حينما توقفت الاثنين الماضي عن الكتابة عن بشائر الثورة في مصر كنت متأثراً ومتخوفاً من المؤامرة والكيد الذي تمثل في حل مجلس الشعب الذي لم تعرف مصر مثله في تاريخها، وقانون وزير العدل الذي جاء يبيح للضباط اعتقال المدنيين، والإعلان الدستوري المكمل للإعلان العسكري الأول والذي جاء أسوأ من المكائد كلها، سحبت فيه اختصاصات رئيس الجمهورية كلها على احتمال فوز مرشح الثورة الدكتور المدني/ محمد مرسي، وعطلت الهيئة التأسيسية التوافقية لوضع الدستور! قصُد من ذلك كله الإرهاب للناخب والمرشح، وظنوا أنها القاصمة، لكن السحر انقلب على الساحر، أدت المكايد كلها إلى غير ما أرادوا! تنبه الشعب الذي ضحى من أجل التغيير فاختار لنفسه، وهنا تكمن البشرى لي وللناس أجمعين، أو كثيرين إذ كيف جاءت هذه النتيجة فوق أكبر مؤامرة من الداخل والخارج، حتى المسحوقين من النظام السابق، المظلومين المحرومين انحازوا لجلادهم تعصباً لدين، أو إتباعاً لما تتلوه الشياطين.
إذاً فقلنا أن نستبشر، فقد انتهت مهلة الظالمين، وما على بقية الظلمة إلا أن يعتبروا ولا يسلكوا سبيل المجرمين الذين أعلنوا الحرب على شعوبهم ولم يفلحوا، ولا سبيل المحتالين الذين أرادوا أن يخدعوا شعوبهم فلم يفلحوا أيضاً.
كنت أتخيل لو أن شفيق تخلى عن رتبته العسكرية معلنا ذلك، وأعلن براءته من النظام الذي خاض به موقعة الجمل في ميدان التحرير، وخاطب الشعب خطاب المستغفر التائب، ووعد وعوداً يقبلها العقل السليم لربما نجح وتجاوز! لكن الذكاء والدهاء قد تمثل في حبك تلك المكايد، ولم يتمثل في حسبان آثارها المتوقعة.
وسنستبشر حقيقة لو بدأ مرسي بتنفيذ وعوده المستطاعه فوراً، وكثير منها سهل يسير خاصة: اختيار رئيس للحكومة القادمة فطن، صادق، نزية، كفاءة، مرضي عنه في الجملة ـ اختيار الوزراء، كذلك بالصفات نفسها ـ تعيين النواب بحسب الوعود والالتزام، ثم الاستمرار بالثورة حتى إعادة كل الصلاحيات والاختصاصات، والشرعيات الدستورية والقانونية.
أقول هذا قبل أن أسمع خطابه المرتقب المؤكد لوعوده، وما أظنه إلا سيكون عند حسن ظن المتفائلين المستبشرين في مصر وغيرها.
والله ولي الصالحين، ولا يهدي كيد الخائنين، والحمدلله رب العالمين.
د.غالب عبدالكافي القرشي
بشائر ......... 2026