الضمير السياسي لدى كل شخص ضمير والضمير هنا اعتبره بالنسبة لي شخص أخر لا استطيع الكذب عليه ولا استطيع تنويمه لأنه لا ينام والغريب في الموضوع إنني بدأت اشك بوجوده خاصة لدى الزعماء أي السياسيين والمتنفذين، وسؤالي: أين ضميرهم ولماذا يغيب الحقيقة وكيف يغيبها وهل يحسب حسابا" ليوم الحساب أتعجب من غياب الضمير ولماذا أمثالنا لا يستطيعون تغييبه آه كم هو مؤلم هذا المسمى بالضمير هل لأننا لا نملك شيئا" وهل لو كنا حكاما" لتغير موقفنا ممتاز طيب أين كان مبارك وفضل على بيع ضميره أذن لا زال هنا ضمير لدى أمتنا الإسلامية، وأعتقد وقد يقول قائل مع كل ما قتل تعتبره صاحب ضمير حي هل نحن عندما نصمت على حق نكون أصحاب ضمير لا أيها السادة أكيد لا وإلا كيف نصمت مثلاً كحكام وشعوب على مذابح نيجيريا والتفضيع بالجثث والتبشيع بوضعهم على الصليب وقتلهم إحياء.. أقول لكم لا تغضبوا نعم نحن بلا ضمير لقد كان الكثيرون مخدوعين في هذا الضمير لأن الشرق لم يحتك طويلا بأمريكا كما احتك بإنجلترا وفرنسا وهولندا، فلما بدأ الاحتكاك في مسألة فلسطين تكشّف هذا الخداع عن ذلك الضمير المدخول الذي يقامر بمصائر الشعوب، وبحقوق بني الإنسان، ليشتري بضعة أصوات في الانتخاب. وكلهم سواء أولئك الغربيون : ضمير متعفن، وحضارة زائفة، وخدعة ضخمة اسمها (الديمقراطية) يؤمن بها المخدوعون. تلك كانت عقيدتي في الجميع، في الوقت الذي كان بعض الناس يحسن الظن بفريق ويسيء الظن بفريق، وكانت أمريكا في الغالب هي التي تتمتع بحسن الظن من الكثيرين. فها هي ذي أمريكا تتكشف للجميع، هذا هو ( ترومان ) يكشف عن ( الضمير الأمريكاني ) في حقيقته، فإذا هو نفسه ضمير كل غربي، ضمير متعفن، لا يثق به إلا المخدوعون.
إنهم جميعاً يصدرون عن مصدر واحد، هو تلك الحضارة المادية التي لا قلب لها ولا ضمير، تلك الحضارة التي لا تسمع إلا صوت الآلات، ولا تتحدث إلا بلسان التجارة، ولا تنظر إلا بعين المُرابي، والتي تقيس الإنسانية كلها بهذه المقاييس.
إن أصعب شيء تحس بمرارته هو الخيانة سواء أنت قمت بها أو أحداً خانك ;الخيانة بحر قذر والخائن لا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه هنا تساؤل لكل خائن وهل تعلم أيضا أن للخيانة وجوها كثيرة أقذرها انك تكون إنسانا غافل فالخيانة وحل عميق وبحر قذر لا يجيـد السباحة فيه إلا المتلوثين. إذا خانك أحدهم وتيقنت من الخيانة فلا تضيع وقتك في استفسارات غبية ولانتظر منه إجابة فالخيانة في حد ذاتها إجابة؟، فهل من الممكن أن نضع حدودا للخيانة؟ أعتقد أنه مستحيل حب الوطن فرض,والدفاع عنه شرف و غاية : لا يوجد أمريء لا يحب وطنه ولا يهب للدفاع عنه في أوقات الشدة والتصدي للأعداء ودحر الغزاة والطامعين والدفاع عن الأرض وشرف الآباء والأجداد، وتسجيل البطولات الخالدة والوقوف في وجه من يطمعون في خيرات الوطن وسرقة ثرواته قديماً وحديثاً، وكثيراً ما يضحي المرء بحياته وعمره في سبيل رفعة شأن وطنه وأمته ليغدو بطلاً شهيداً يكتب اسمه بأحرف من نور في صفحات التاريخ والخلود، تتذكره الأجيال جيلاً بعد جيل، ليغدو مثلهم الأعلى في التضحية ونكران الذات يقتدون به في حياتهم.
وهنا بودي أن أقول برغم كل ما تمر به مصر اليوم من مهازل وفوضى سياسية وكذب ونفاق وقتل وسرقات ونهب خيرات كلها تتناغم على أجساد المصريين، يرافقها انعدام الخدمات ومن صراع سياسي على المناصب، لكن العجيب والغريب هو أن يباع الوطن ويصبح سلعة تشترى وتباع على لسان أهل الدين والتدين وفي الحقيقة، فقبل فهل حمايتكم أفضل من هموم ومشاكل هذا الشعب، فلماذا هذا السكوت والصمت كثيراً ما يتمنى المرء أن يكون في مقدمة من يسطرون بدمائهم الزكية ملاحم خالدة في النضال في سبيل إعلاء شان الوطن واستقلاله دون أن يرضى بديلاً عن ذلك، غير أن هناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة وطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم وتاريخهم الشخصي إن كان لهم تاريخ وشخصية، والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ والحقيقة، لينالوا الخسران والعار والخجل في الحياة والآخرة ويبقوا منكسي الرؤوس في أماكن مظلمة مذعورين لا يخرجون من جحرهم في النهار وإذا ظهروا ليلاً فإن الذعر والخوف من انتقام الوطن يراودهم وهم لا يعرفون كيف يمضون العيش في ظل ذلك العار الذي يلاحقهم حتى وهم في أوكارهم!!
فإن أعمال هؤلاء الخونة لن تمر دون عقاب وان أيدي العدالة طويلة ستنالهم أينما ذهبوا ومهما استمروا في غيهم وظلالهم فإن أعين الأمن مفتوحة و لن ترحمهم العدالة حيث تقف لهم بالمرصاد، وأن مصير الخونة إلى زوال وثمن الخيانة كبير يجب أن يتحملها من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره للوطن والأمة،
إن خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر ويجب إنزال أقسى العقوبات بصاحبها، خيانة الوطن لا تبرر،لأنه ليس هناك أسباب مشروعه للخيانة، ولما كانت كذلك،فليس هناك درجات لها، فإن كان للإخلاص درجات، فالخيانة ليس لها درجات، بل هي عمليه انحدار وانحطاط دون الخط الأدنى للإخلاص، والعقاب على من يخون الوطن قديم قدم البشرية في كل الشرائع السماوية والشرائع الوضعية القديمة والحديثة، فالخونة لا ينظر لهم بعين من الاحترام والتقدير، بل ينظر إليهم بعين من الاستهجان والاستخفاف وبسوء الأخلاق وانحطاطها حتى من قبل الذين يعملون لصالحهم ويأتمرون بأوامرهم.. فأين هؤلاء من قول الشاعر :
وطني إن شغلت بالخلد عنه × نازعتني عنه بالخلد نفسي
× كاتب مصري دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام
د. عادل عامر
حقيقة الضمير السياسي 2147