في دورة للتخطيط الاستراتيجي الشخصي تدريب هام, يطلب فيها المدرب من المتدرب أن يطلق خياله ويسرد قائمة بستين حلماً أو أكثر من أحلامه.. وطفق الجميع يحلم..
الحلم يعد في بلادنا نوعاً من الترف , وقلما يمارسه المواطن المسكين في هذا البلد المأسور في ربقة القهر , وحتى في ذروة التخزينة والسلطنة على القات " العوني" ستجد مساحاته متقلصة في ذهنه!، لو اقتحمت مخيلة أحدهم لوجدته يحلم بما لا يعدو كونه حقاً من حقوقه كإنسان على هذه الأرض..
وقد فجعنا ونحن في الدورة حين وجدنا أنفسنا نحلم بالحقوق ..وطن صارت الحقوق فيه أحلاماً احتاج المدرب أن يوقفنا ويعلق على أحلامنا , ويعلمنا كيف نحلم وماهية الأحلام!!، مع أن التدريب يقوم على إطلاق العنان للخيال دون تدخل من أحد..
لقد صدمنا من عجزنا عن الحلم!!.. البعض لم يمكنه الوصول لنصف العدد المطلوب!!.. فجعنا حقاً وتألمنا بعدما أدركنا بأن ثمة من سرق أحلامنا!!.. لقد سرقوا كل شيء, استحوذوا على كل شيء , حرمونا من أبسط حقوقنا, وانطلقت صرخة الألم فينا: حرمونا من ممارسة إنسانيتنا, حرمونا حتى من الأحلام ..
الحلم شيء فوق الممكن إنه حلم!!.. هكذا صاح بنا المدرب!.. وجمنا لوهلة.. ثم لفني الحزن وأنا أستمع لقائمة أحلام بعض شبابنا: بيت وعروس وعمل يقتات منه هو وأسرته المتواضعة.. ليست هذه الأحلام التي ستخلق الغد الجميل المختلف..
من خفض سقف أحلامنا؟.. من أشعرنا بأنا لا نستحق أكثر مما يُرمى لنا من فتات العيش؟.. من أخمد وهج الطموح في مآقينا؟.. أي جريمة هي أعظم من جريمة سرقة الأحلام؟!..
نبيلة الوليدي
سارق الأحلام!! ...... 2311