حينما قام رئيس الجمهورية "هادي" بتغيير قائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق "مقولة" كان يدرك حينها أن هذه المنطقة هي الوحيدة التي وضع فيها "صالح" كل ألاعيبه أو بالأحرى أغلب ألاعيبه وأكثرها دهاءً ومكراً وغدراً بهذا الوطن، فوضع فيها قائداً من عشيرته حتى يقوم بتنفيذ الأجندة المرسومة لهم بشكل دقيق وذلك لما تمثله هذه المنطقة "الجنوبية" من بعد استراتيجي للأسرة الحاكمة "سابقاً".
فهذه المنطقة تشمل عدة أماكن حيوية وإستراتيجية، منها على سبيل المثال موانئ عدن، والمصافي والقاعدة البحرية والشريط الساحلي الطويل والذي استغلته العائلة بشكل انتقامي واضح وأجرته لشركات أجنبية.
أعود لأقول بأنه حينما قام هادي بتغيير قائد هذه المنطقة وجه صفعة مدوية لـ"صالح"، فأضمرها "صالح" في نفسه يتحين الفرصة تلو الأخرى ليردها لـ"هادي"، ولكنه لم يكن يدرك أن القائد الجديد "قطن" سيدك معاقل القاعدة بشكل مذهل أثار إعجاب الناس في جميع أرجاء الوطن، حيث كان "صالح" يراهن على أن أذنابه وأتباعه من "أنصار الشريعة" المزعومة سيقومون بإفشال كل مخططات القائد الجديد "قطن" وبالتالي إحراقه عسكرياً وميدانياً..
لكن الذي لم يكن يتوقعه "الرئيس السابق" هو أن "قطن" قائد فذ محنك ومن ذلك الطراز الرفيع للقادة الأوائل الذين لم تشب تاريخهم شائبة، فهو بحق استطاع أن يلقن "صالح" وأتباعه ماذا تعني كلمة "جيش" وماذا تعني كلمة "قائد" وما هي العسكرية بمفهومها الحقيقي.. فلقد استطاع هذا القائد الشجاع وفي ظرف قصير أن يمسح من أذهان الناس ذلك الشبح والبعبع الذي غرسه "صالح" في أذهان الناس والمتمثل في "القاعدة"، استطاع أن يفرقهم شذر مذر ويشتتهم كالفئران في الوديان والشعاب وبالتنسيق مع القيادة الحكيمة طبعاً ممثلة بـ"هادي" الذي كان يدرك مدى مهارة هذا القائد وبأنه من سيجتث هذه الشرذمة الضالة من الجذور وسيفككها وبالتالي يقضي عليها وهذا ما تم بالفعل وأعتقد أن من يتابع مسار الأحداث العسكرية بشكل يومي سيدرك أن هناك قائداً يزمجر لا يشق له غبار.
وكلنا سمعنا في الأيام الماضية أن الطيران اليمني ولأول مرة في تاريخه ينفذ مائة طلعة في اليوم.. ألا يدل هذا على أن الرجل عسكري محترف ويعرف ما هي معركته التي يخوضها؟ ألا يبرهن هذا على مدى حكمة السيد/ هادي واختياره؟.
ما سبق كله أثار حفيظة "صالح" وأذنابه، فقرروا الانتقام من "هادي" وذلك بتصفية ذراعه وقد نفذوا مخططهم الدنيئ، لكن هادي لديه من الحنكة السياسية والعسكرية ما تجعله يتعامل بما لا يخطر على بالهم.
أعود لأؤكد أن اللواء/ سالم قطن جعل الكثيرين ينظرون إلى الجيش كما يجب في هذا المحور بالذات "الجنوبي"، حيث أعاد لهذا الجيش هيبته وأعاد للذاكرة ماذا تعني كلمة دولة.
لك منا السلام أيها القائد البطل "قطن يوم خلقت ويوم استشهد ويوم تبعث حيا ولا نامت أعين الجبناء.
منير علوان
اللواء سالم قطن.. عسكري فريد 2257