الوحيد الذي يعمل بأمانة وإخلاص في مستشفياتنا هو المريض، لذا نجد المستشفيات أكثرها تتحول إلى "سلخانات" إن صح التعبير ومواعيد للابتزاز وضربات الحظ!.
ومن الواقع سأذكر قصصاً مؤلمة لأشخاص (مرضى) دخلوا المستشفى بمرض، ليخرجوا منه بأمراض خبيثة وعاهات والسبب يتعلّق بشماعة خطأ التشخيص الطبي وضعف الكوادر وندرة الأجهزة، بالإضافة إلى الجشع والطمع..
الأولى لجارتي والتي تعاني من آلام في الصدر وضيق التنفس وتمتد حتى الظهر ولأن التشخيص الصحيح في بلادنا منعدم وضربات الترجيح هي ما تقوم محل التشخيص وصف لها أحد الأطباء "الفهلوانيين" علاجاً يتناوله مرضى السرطان، ولأن المريضة استغربت كثيراً للعلاج الذي تناولته لمرة واحدة خطر ببالها سؤال أحد الصيدلانيين عن ماهية العلاج، فأخبرها أن مرضى السرطان من يتعاطاه فعادت مكلومة للطبيب (المُخمّن) لتسأله فيما إذا كانت مصابة بالسرطان وأخفى عنها ذلك، فأخبرها وبكل بساطة وغباء (الأشعة سليمة ولا وجود لسرطان ومرضك حتى الآن مجهول، ولكن قلت ربما لهذا العلاج مقدرة على شفائك).. ضربة حظ يعني!!.
أتساءل الآن أين درس هذا الطبيب الطب وفي أي جامعة؟ وأين وزارة الصحة من هذه الأخطاء التي تودي بحياة العديد تحت مبرر ضعف التشخيص وقلة الإمكانيات وندرة الأجهزة الطبية الدقيقة؟!
القصة الأخرى كانت على لسان جارتي ذاتها عن أحد الأشخاص الذين تعرفهم، حيث أنه دخل غرفة العمليات لأجل بتر إحدى أرجله التالفة بسبب الغرغرينا، ولكنه خرج بها بعد أن تم بتر الرِجل السليمة بدلاً من المصابة.. لا حول ولا قوة إلا بالله، ما الذي حدث لتُبتر رجل سليمة بدلاً من مصابة؟ هل الكهرباء في الغرفة مقطوعة أيضاً أم أن الطبيب الذي قام بالعملية أحول مدري أعمى؟!.
للأسف الطب في بلادنا يحتضر إن لم يكن تجارة، وكون إمكانية وجود أطباء شرفاء يعملون بنزاهة وأمانة أمر صعب للغاية وموضوع السفر للخارج للعلاج أمر مستحب، بل وضروري بدلاً من أن يموت المريض وهو يبحث عن التشخيص الصحيح لحالته أو يموت بخطأ طبي أو ضربة حظ مًميتة!!.
لكم هو الشعور بالغصة وليد كل اللحظات الذي نسمع فيها عن خطأ طبي وخالتي التي توفت في مستشفى خاص بسبب خطأ طبي في وصف علاج أدى إلى تلف الكبد والوفاة مباشرة هو أكثرها غصة، خاصة وأن الطبيب الذي تسبب في ذلك مازال حياً يرزق ودون أدنى مسؤولية منه ومن المستشفى الذي تعالجت فيه وتوفت فيه..
فإلى متى الأخطاء الطبية ستظل تسلب أرواح المرضى تحت حجج فارهة وغير مقنعة دون استشعار لخطرها على مستقبل الطب والبلاد يا وزارة الصحة؟.. والحل لا يأتي بلحظات وجيزة!!.