لكم هي عظيمة هذه الثورة التي عرت الكثير والكثير...ولازالت في مهامها المختلفة والمتعددة قائمة، فلقد فضحت الكثير ممن يتدثرون بدثار الثورة، ويوجهون سهامهم إليها، بقصد وبدون قصد، بل إن الأيام تأتي كل يوم بجديد وأحياناً بالمتوقع وغير المتوقع. مؤخراً ظهر أدعياء الدولة المدنية بحلة جديدة وكأننا لا ندرك أو نعي أونفهم شيئاً.. يا هؤلاء الدولة المدنية ليست ائتلافاً أو تكتلاً تعلنون عن اشهاره، وليست المدنية إعلان ميلاد حزب أو أي شكل من الأشكال التي تتراءى لكم، لتقومون بتلك الممارسات التي تعتقدون أنها تقربكم إلى المدنية زلفى، وبمثل تلك الإدعاءات حتى تكونوا أئمة ودعاة إلى جنة المدنية المشنودة، فلست أدري من الذي يجالس هؤلاء ويحادثهم ويناجيهم حتى يذهب بعقولهم إلى مواقف الشفقة والإزدراء في آن واحد. والحقيقة أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، كان الأحرى بمن أعلنوا عن التحالف المدني للدولة المدنية أن يبتعدوا عن وجوه وأشكال لطالما سئمناها ومللنا أفعالها اللامسؤولة تجاه الدولة المدنية، والأغرب من تواجد تلك الوجوه هو تواجد أسماء وشخصيات تحظى بنوع من الاحترام والتقدير في الأوساط الشبابية والشعبية،ولها من المؤهلات العلمية الشيء الكثير والكبير، ولكنها في ذات الوقت أساءت إلى نفسها كثيراً وخسرت ما بنته في سنوات، وتأكد للجميع بأن القرش يلعب بحمران العيون، ولا يعني هذا أتهامي لهم ببيع ولائهم لأدعياء الدولة المدنية... فقط أريد أن أفهم منذ متى كان حسين الأحمر ورفاقه يريدون دولة مدنية؟ وأفعالهم إلى الماضي القريب ليست عنا ببعيد. حسين.. الوطن بحاجة إلى تكفير جاد وعميق بعيداً عن السطحية ومجالس القات، التي تولد مثل هذه الأفكار التي تعود بكم إلى الخلف أزمنة بعيدة، بعدما كان لكم موقف مشرف وعظيم من الثورة الشبابية... الوطن يحتاج لأن تفكر بمشاريع كبيرة بحجم الوطن وليست مشاريع البحث عن الذات والتواجد السياسي لا أقل ولا أكثر وما مجالسك القديمة والحديثة إلا خير دليل على ذلك.... فالدولة المدنية تبدأ من الذات والكينونة البشرية ومن ثم تنطلق إلى المجتمع والفضاء اليمني، وأخلاقيات لها أول وليس لها آخر. أتمنى أن يتمثل أدعياء المدنية روح النظام والقانون بأنفسهم أولاً ومن ثم يُطبق على الآخرين، فأقل ما يمكن أن تفعله يا شيخ حسين تخليك عن كثرة المرافقين والعرض اللا أخلاقي بالمواكب الكبيرة كرسائل تطمئن بأنك تريد – فعلاً- دولة مدنية حديثة تتسع للجميع طالما وسماؤها وكل ما فيها حرية وعدالة ونظام وقانون للجميع..... حسين ليس وحده من يدعي الدولة المدنية، بل يشاركه جمع غفير وثلة ممن يقولون ما لا يفعلون...... لكن استدعاء اسمه جاء بعد إعلانه ائتلافاً جديداً لا يمت للمدنية بصلة، وكذلك لكثرة المسميات والمجالس التي يعلن عنها ولا نلامس أثرها في الواقع.... والأمرّ والأنكى من إدعاء حسين الأحمر المدنية هو مطالبة الحوثيين وعبدالملك الحوثي بدولة مدنية بهتاناً وزوراً... عليهم أولاً أن يتخلوا عن السلاح وفرض التواجد بقوة السلاح وإعلان مدنيتهم بالعمل السياسي والابتعاد عن السلالة والطائفية التي تتنافى مع أهداف الدولة المدنية الحديثة.... عذراً أيتها المدنية المنشودة، فما زلنا في زمن الاغتصاب والإدعاء!.
محمود الحمزي
أدعياء الدولة المدنية 1752