سكون الليل في هذه المدينة لا يعني لها الظلام وحسب وإنما وحشة غياب المسؤولية من سواد الضمائر التي تُشترى بثمن معاناة وقهر أبنائها، قد يكون الظلام الذي أقصده يحمل دلالة معناه المجازي لا الحقيقي، كون هجدة مازالت تحلم بمشروع حكومي يساويها ببقية المناطق التي توصف بالنائية مقارنة بمدينة تجارية يميزها موقعها الإستراتيجي، أنا وصفت الظلام بالمجازي لأنه لا يمكن أن نتجاهل المشروع الخاص الاستثماري الذي تبناه أحد تجار المنطقة ولكن هذا المشروع لا يغني عن الكهرباء الحكومية، فلا مجال لأن نقارن مشروعاً خاصاً بمشروع حكومي لا من ناحية سعر التكلفه للوحدات المستهلكة ولا من ناحية الطاقة الاستيعابية، لكبر المنطقة لذلك تحتاج إلى مشروع كهرباء حكومي قادر على استيعاب المنطقة بأكملها, أنا حاولت أن تحاشى الكتابة عن هذا الموضوع ليس تجاهلاً لمعاناة المنطقة أو عدم الإحساس بالمسؤولية اتجاهها كما وصفني بعض أبناء المنطقة برسائلهم الإلكترونية وإنما لا أريد أن أدخل قلمي في صفوف المناطقية ولكن الواقع يفرض نفسه بقوة لا يمكن لسطور المسؤولية التي يتبناها قلمي أن يتجاهله، فمن منطلق أن حبري هو قناعتي أقول بأن قمة الظلم أن تظل هذه المدينة تحلم بالكهرباء وتستيقظ على واقع الظلام والمشكلة بأن هناك تجاهلاً متعمداً وتهميشاً مقصوداً للمنطقة لا يتمثل بغياب أهم مشروع وحسب وإنما بغياب المسؤولية إتجاه المنطقة من قبل ممثليها المنتخبين ولكم أن تضعوا خطاً أحمر على كلمه المنتخبين، لأن الكارثة العظمى تقع عندها فالسؤال الذي يحضر هنا ليواجه ضمائر أعضاء المجالس المحلية هو: أين الدور الإيجابي المنشود من انتخابكم فقد اعتمت بصائركم وتفتحت جيوبكم فلم يعد بإمكانكم رؤية خطوات السير إلى الوراء التي تقود المنطقة نحو التخلف؟ فالمنطقة مجردة من أبسط مقومات التنمية لا كهرباء ولا مستشفى، تتفاخرون بمستوصف غير مؤهل حتى لمعاينة البهائم ومدرسة هُدمت تحت مبرر إعادة بنائها على حساب تشرد الطلاب وضياعهم ومبنى شرطة أشبه ببناء أثري قد عفا عليه الزمن، لا يصلح إلا أن يكون مزاراً لبناء تاريخي شُيد في عهد الإمامة، هذه هي منجزات من منحتموهم الثقة بانتخابهم لا يحملون سوى هم مصالحهم، أما المنطقة فهي آخر همهم هذا إذا كانت في تفكيرهم أصلاً، فإذا كان عذرهم بأن النظام السابق لم يلبِ طلباتهم وجهودهم المعدومة التي يزعمون بأنهم بذلوها فلماذا لم يتخذوا موقفاً صادقاً ويضموا صوتهم للشعب الذي انتفض بثورة حق يُراد بها العيش الكريم والمواطنة المتساوية كما فعل الكثير من البرلمانيين والأعضاء المحليين، فالمواقف تقاس بالأفعال وليس بالأقوال التي لا تعدو عن كونها مبررات حمقاء تعكس رعشة أيديكم الملطخة بالفساد!! فليعلن أبناء هجدة صمودهم في ثورتهم التي برزت بشعار سئمنا الكذب والفساد وغياب الضمير، فهجدة بحاجة إلى من يشعر بها ويجند نفسه لخدمتها من منطلق المسؤولية والأهم من ذلك أنها تريد مسؤول ضميره غير قابل للبيع ولا للتسيير.
*بقايا حبر:
طعم الظلم مُر لذلك لا يتوقع الظالم أن يبتسم المظلوم بوجه قُبحه، فالعبوس من مرارة القهر يتبعه بُصاق يُتف به على شيطان أخرس أسكت يوماً الحق.
Naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
هجدة... عنوان لغياب المسؤولية!! 3089