ما حدث داخل قيادة اللواء الثالث حرس يعد ترجمة حقيقية للحالة التي وصل إليها الجنود في هذه الوحدات، فليس هناك من يشكك في وطنية أفراد تلك الوحدات والكل يدرك أنهم فقط واقعون تحت تأثيرات متعددة الجوانب "إعلامية، دستورية...إلخ" وبالذات ما قبل انتخاب هادي رئيساً للبلاد.
ولكن عندما جاءت قيادة جديدة للبلاد وممثلة بالرئيس هادي تلاشت هذه التأثيرات وبدأت بالاضمحلال من فكر الجنود في جميع وحداتهم وألويتهم، وبدأوا ينظرون إلى هذه القيادة الجديدة بنوع من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم، فإما أن يقفوا معها أو يضعوا أنفسهم تحت طائلة التمرد وهذا لن يكون في صالحهم، كون الرجل منتخباً من الشعب بطريقة دستورية ويشهد الجميع بنزاهة انتخابه، وهذا ما جعلهم يتحينون أول فرصة للإعلان عن ولائهم للقائد الجديد هادي، فبعد أن ظهر للعيان مدى استخفاف قيادة الحرس والعصابة التي حولها بقرارات الرئيس هادي جاء الرد من الجنود مدوياً، حيث قاموا بمحاصرة القيادة المتمردة داخل اللواء وطردها بشكل لم تتوقعه تلك الثلة الفاسدة والتي لم تدرك إلا اليوم ما حصل بالوطن من متغيرات كبيرة تفرض عليهم تغيير قواعد اللعب والتعاطي معها بشكل مسؤول وسلس.
وكم كتبنا وناشدنا وتمنينا من كل قلوبنا أن يكون هناك موقف مغاير من قبل قيادة هذه الوحدات بوأن تلحق بالقطار الذي انطلق، كونه لن يقف مطلقاً ولن يسمح لأي كان الوقوف في طريقه، ولكن شاءت الأقدار إلا أن تبقى هذه القيادات حبيسة أفكارها الظلامية وغطرستها وعنجهيتها، كأنها تمسك بالأقدار في يدها تحركها كيفما تريد حتى جاءت الصفعة الكبرى والتي لم تكن متوقعة وستلحقها صفعات متعددة حتى يدرك أولئك الفاسدون أن الله حق، أو تطالهم يد العدالة، فلقد منحوا ما لم يمنح لأي حاكم وشلته عبر التاريخ من حصانة وعدم ملاحقة وعدم تجميد لأموالهم، إلا أنهم استمروا في السخرية من هذا الجيش وبهذا الشعب، كما استمروا بالسخرية بالهيئات الإقليمية والدولية، وهذا جزاؤهم العادل من الذل والمهانة التي أوصلوا أنفسهم بأنفسهم إليها وقديماً قالوا: "الحر تكفيه الإشارة والعبد يقرع بالعصا".
منير علوان
الحر تكفيه الإشارة 1813