يعرف واجب الوقت بأنه العمل الذي يجب القيام به الآن، ولا يسع تأخيره، وهو بهذا المعنى يتحدد في تلك الواجبات الآنية الوقتية التي ينبني عليها فعل أمر أو ترك نهي، وهذا المفهوم "واجب الوقت" كثير الورود في حياتنا العامة والخاصة، وهو في الحياة الثورية أكثر إلحاحاً، حيث تتحدد واجبات الثورة في أفعال إستراتيجية تمثل الطريق الواسع الموصل لتحقيق الأهداف وأفعال وقتية تمثل لبنة في بناء الأفعال الإستراتيجية يعبر عنها بواجب الوقت.

      إن الثورة اليوم أحوج ما تكون إلى التذكير بمجموعة من النقاط تتعلق بالواجبات الوقتية لا بد من تأكيدها أمام الثوار والثائرات:

* أول هذه الواجبات هو محاربة الفساد بكل ما نستطيع من قوة، فمن غير المعقول أن يزيح الشباب صالح من سدة الحكم ثم يسمحون له بالعبث من خلف الستار، هو يريد أن يفعل من الباب الخلفي لدار الرئاسة ما عجز عن فعله وهو يدخل من بوابتها الرئيسية، وأدواته في ذلك هم المفسدون، فالذي يعيق عجلة التنمية ويحرم الناس من خيرات الثورة هم المفسدون، أولئك الأشرار الذين يقبعون في مفاصل الدولة والمجتمع يضعون العصا في العجلة كي لا تتحرك، ويخربون الكهرباء ويقطعون الطرقات وينهبون الثروات ويؤخرون حركة الحياة بالخير لهذا الوطن الحبيب، فكيف يمكن أن نتصور الخير لليمن والفاسدون يعممون فسادهم ظلماً للعباد والبلاد، على الشباب أن يضعوا آلية واضحة لمحاربة الفساد، وأن تتبنى جهودهم تنفيذ هذه الآلية لملاحقة الفاسدين، وهذه بعض المقترحات:

      إن اليمن منهوبة وهذا لا يحتاج إلى برهان، ونهبتها العائلة وأزلامها الفاسدون، كيف تسترد اليمن الأموال المنهوبة التي يدفع منها صالح وأزلامه الأموال على المرتزقة في الوقت الذي تحتاج اليمن الريال الواحد أن يدخل خزينتها لينفق لأجل التنمية، ومن آليات ذلك الجهاز الحكومي وإنني اقترح على الرئيس هادي ورئيس الحكومة الثائر باسندوه إنشاء هيئة حكومية حقوقية لاسترداد أموال اليمن المنهوبة في بنوك أوروبا وأمريكا وهي أموال تكفي اليمن لتنهض وتكفي اليمنيين أن ينعموا بالعيش الكريم.. هذا اقتراح.
وأقترح على الجاليات اليمنية الحرة حول العالم وبالذات في أوروبا وأمريكا أن تعمل جاهدة على استرداد أموال اليمن التي نهبتها العائلة وأزلامها وأن تسعى بكل جهدها، فاليمن تشكر جهودكم تحثكم على المزيد.
واقترح على المناضلة الجسورة بلقيس الصغرى المناضلة توكل كرمان أن تجعل هذه القضية في مركز اهتمامها، فاليمن تعاني الفقر المدقع حدا نعيش فيه على شفا كارثة إنسانية ومجاعة وأموال اليمن منهوبة.
لقد آن الأوان أن يشترك فريق نوبل من الفائزين بجائزة نوبل في العالم كله من كل المستويات في محاربة صالح عبر العالم وفي وسع البطلة توكل أن تفعل ذلك بفاعلية أكثر تجعل من الفائزين في جائزة نوبل أعضاء حقيقيين في فريق استرداد أموال اليمن، وهم محاربون جسورون ضد الفساد، وكلمتهم مسموعة في كل محافل العالم.

* ثاني هذه الواجبات رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم اليمنية بكل قضايا القتل والفساد بكل أشكاله وصوره، إن ساحة القضاء هي ساحة الحرب الحقيقية على الفساد، يجب أن يتحرك الجميع بصورة حقيقية بفعل مستمر، وأن تقدم الملفات في كافة القضايا، إن القضاء اليمني قادر إن شاء الله من خلال النـزيهين فيه أن يحققوا العدالة الملقاة على عاتقهم، مذكرين لهم أن القضاة ثلثان وثلث، فثلث في الجنة وثلثان في النار، وأهل النار من عرف الحق وقضى بغيره أو قضى بجهله.

* ثالث هذه الواجبات مراعاة الله تعالى في القضية الجنوبية، فليست ورقة بل هل حقيقة كبيرة على الأرض، والظلم الذي أنـزله النظام البائد بأبناء الجنوب ظلم عظيم شمل أنواع الظلم كلها، ومن هنا فهذه القضية المركزية كانت وستظل هدفاً كبيراً وأساسياً في الثورة السلمية الشبابية الموحدة لكل اليمنيين، وبالتالي فإن إنصاف أبناء الجنوب ليس فضلاً من أحد عليهم بل هو حق لا بد منه، ودين لا بد من أدائه، ووفاء معهم يوم تنازلوا عن دولة لأجل اليمن، وسلموا السلطة لأجل الشعب، ولكن النظام البائد وحزبه حكم على الجنوب بالظلم المرير، ولم يسلم الشمال من الظلم أيضاً، فالفقر طال الجميع والإقصاء طال الجميع على مستوى مدير المدرسة ووكيل المدرسة والمدرس في المدرسة والإلغاء طال الجميع، ولكن الأمانة تقتضي القول: إن ظلم النظام البائد وحزبه الحاكم لأهلنا في الجنوب أكبر بكثير جداً، وأشد وطأة بكثير جداً، مما يوجب علينا جميعاً أن ننظر لهذه القضية المهمة والأساسية والمركزية في الوضع اليمني الراهن بما تستحقه من الاهتمام، وما يليق بها من العناية، وبكونها هدفاً أساسياً لثورة الشباب السلمية.