أقترح أن يقوم رجال الأعمال اليمنيين بإنشاء صندوق لدعم الشباب برأس مال ضخم يعبرون فيه عن الوفاء لهذا الشعب، وأن يكون هذا الصندوق ضمن عطايا نقدية دفعة واحدة، وتبرعات أخرى بما يشبه الاشتراك الدائم، وتبرعات ثالثة على شكل أسهم لهذا الصندوق في ضمن مشروعات رجال الأعمال، بحيث يكون لهذا الصندوق موارد متجددة، وأن يحظى الصندوق بأولوية أساسية في تفكير رجال الأعمال ضمن خططهم الاستثمارية، فهل يستطيعون أن يقدموا من عشرة في المائة إلى خمسة عشر في المائة لدعم صندوق الشباب، إذا وفقهم الله تعالى فإنهم يستطيعون ذلك، فوطنية رجال الأعمال يعبر عنها إنفاقهم في خدمة الأوطان.
فيا صاحب المال إن المال يمنحك القدرة على أن تكتب اسمك في سفر الخلود في ذاكرة الوطن، بما تقدمونه من إنجازات لكم، ينفق الإنسان على الملذات الشيء الكثير، وذلك من باب التنعم بنعمة الله تعالى ليرى الله تعالى أثرها على عبده، كما في الحديث الشريف، وبالمقابل فإن عليهم أن يدركوا أنهم بحاجة أن يظهروا نعمة الله عليهم بالمال في المشاريع العملاقة لأجل الشباب، وبذلك يكون المال عنصراً فاعلاً للخلود بالعمل النافع للأوطان.
نريد إسهامكم في استيعاب الشباب وفي إيجاد فرص العمل والتدريب والتأهيل، وبدلاً من أن تلعبوا دور الواعظ للشباب في أن يتأهلوا وأن يتدربوا أهّلوهم فإن لديكم القدرة على فعل ذلك، دعوا الوعظ للواعظين وقدموا برامج تأهيلية مجانية عبر مؤسساتكم لتأهيل الشباب لتستوعبوهم في مؤسساتكم بعد تأهيلهم، اجعلوا الأعمال هي التي تعبر عنكم، عبروا عن تقديركم للشباب بما تقدمونه عملياً لهم، لا داعي للأقوال مطلقاً فالأفعال أعمق أثراً.
نريد أن نرى مستشفى رجال الأعمال اليمنيين، مستشفى يكون على أرقى المستويات في كادره الطبي وخدماته المتميزة، خففوا آلام الناس بأسعار رمزية وأعني برمزية أن تكون في متناول محدودي الدخل، وليكن هذا المشفى متعاوناً مع أكبر الأطباء في الداخل والخارج عن طريق الخدمة المجانية، فالطبيب يمكن أن يخصص يوماً في الأسبوع يتذكر فيه أن مهنته إنسانية قبل أن تكون استثمارية وأن نوجد له المكان الراقي والمؤهل ليتواصل فيه مع المرضى لتقديم الخدمة العلاجية، وأن يكون هذا المستشفى نبراساً تحتذي به المستشفيات الحكومية والأهلية، أنتم يا رجال الأعمال تستطيعون ذلك، اجعلوا له مورداً أساسياً من أموالكم لمحاربة المرض في اليمن، لرفع المعاناة عن الكادحين مما يلاقونه من آلام، لا تتأخروا في ذلك، ابدأوا الخطوة الأولى يوفقكم الله تعالى، أروا الله من أنفسكم خيراً، وأن يكون للشباب دور أساسي في هذا كادر المستشفى، بإذن الله.
نريد جامعة لرجال الأعمال اليمنيين، في التخصصات العلمية في الطب على وجه الخصوص، تستوعب الشباب وتؤهل الأطباء الأكفاء وتطور الكادر الطبي اليمني، إن رجال المال والأعمال اليمنيين قادرون بفضل الله عز وجل على أن يجعلوا من جامعة رجال الأعمال أحد المنارات المهمة الرافعة لكفاءة الشباب العلمية لإيجاد جيل من الأطباء اليمنيين الأكفاء، وأن تكون هذه الجامعة علامة فارقة في مسيرة العمل العلمي الطبي في اليمن، أدرك تماماً أن رجال المال والأعمال اليمنيين قادرون على إيجاد مشاريع وقفية عملاقة على هذه الجامعة بما يمكنها من القيام بدورها المأمول، إن شاء الله.
نريد شيئاً نثق فيه أن رجال الأعمال اليمنيين لا ينظرون إلينا مجرد جيوب تخرج مدخراتها من المال لتضعه في أرصدتهم، فهل يستطيعون ذلك، آمل ذلك.
د. محمد عبدالله الحاوري
رجال الأعمال ودعم الشباب آمال تحتاج إلى أعمال 2122