الأسبوع القادم سوف تشهد مصر جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بين الدكتور/ مرسي وأحمد شفيق، ولا شك أن هذه الجولة هامة ومصيرية في تاريخ مصر والأمة العربية، ذلك أن نتائجها ستكون لها آثار كبيرة وتداعيات خطيرة، سواء فاز مرسي أو شفيق، فإن الوضع سيكون حساساً جداً ومفتوح على كل الاحتمالات والخيارات والذي أراه أن يكون هناك اتفاق أدبي والتزام أخلاقي من طرفي المنافسة وبقية الأطراف الأخرى بأن يسلم الخاسر في الانتخابات بالنتيجة إذا سارت بنزاهة وشفافية، لأجل ذلك فإن السؤال المحوري والجوهري والذي يطرح نفسه بقوة هو: في حال فاز محمد مرسي كيف سيكون موقف المجلس العسكري وبقايا النظام السابق؟ بل وكيف سيكون موقف بقية القوى الثورية التي لم تشارك في الانتخابات ولم تدعم أياً من المرشحين؟.
والسؤال الأكثر محورية وأهمية وخطورة: ماذا لو فاز أحمد شفيق كيف سيكون موقف الإخوان المسلمين خاصة وموقف بقية القوى الثورية عامة؟!.
أما بقية القوى الثورية التي لم تدعم مرسي فإنها ولاشك سوف ترفض نتيجة الانتخابات، لأنها من الآن لا تعترف بها ولا تقرها، وتبقى المشكلة والإشكالية في موقف الإخوان المسلمين الذين يصرون على خوض جولة الإعادة، على أمل فوز محمد مرسي وهذا وارد ومتوقع، وفي المقابل فإن فوز أحمد شفيق وارد كذلك، وفي حال فوز شفيق بانتخابات حرة ونزيهة ماذا سيكون موقف الأخوان المسلمين؟ هل سيسلمون بالنتيجة ويقبلون حكم الصندوق؟ أم أنهم سينقلبون على النتيجة وحتى لو كانت الانتخابات نزيهة؟ موقف صعب ووضع محرج واختيار مدمر!!.
إذا سلم الإخوان بفوز شفيق سيخسرون المسار الثوري، وإذا رفضوا النتيجة سيخسرون المسار الديمقراطي، وفي كلا الحالتين ستكون الخسارة الأكبر للشعب المصري والأمني والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومن هناك فإن على الإخوان الاختيار بين المسار الانتخابي ونتيجة الصندوق، وبين المسار الثوري ومطالب الميدان، أما الوضع الحالي رجل في المسار الانتخابي والأخرى في المسار الثوري، فإذا وضع خاطئ بل ومدمر، حيث أن لسان حال الإخوان اليوم يقول: إذا فاز مرسي فإن الانتخابات نزيهة والحكم للصندوق، وإذا خسر وفاز شفيق فإن الانتخابات مزورة والحكم للميدان!!.. وهذا شك تناقض في المواقف واضطراب في المعايير، وقد سبق للإخوان أن وقعوا في مثل هذا التناقض في أحداث محمد محمود ومحاولة اقتحام مجلس الشعب، عندها قال الإخوان الشرعية اليوم للبرلمان، لا للميدان، وبعدها بفترة اختلفوا وتصادموا مع المجلس العسكري والجنزوري وعندها قالوا: الشرعية للميدان ونزلوا مرة أخرى إلى المظاهرات والاعتصامات، وهذا التناقض وهذه الأخطاء وغيرها أثرت على شعبية الإخوان، وإذا استمروا عليها وشاركوا في جولة الإعادة، ثم انقلبوا عليها بدون أسباب وجيهة فإن العاقبة وخيمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عبد الفتاح البتول
ماذا لو فاز أحمد شفيق.. كيف سيكون موقف الإخوان المسلمين؟ 2348