رسالة إلى من ؟؟ والله لا أدري أوجهها إلى من؟ لكني على يقين بأنها لو وصلت لشيطان فسوف يقف أمامها بوعي أخلاقي ويمعن بها وقد يقتنع بفحواها ..
فعندما تختلط الأوراق وينهك الوطن وتحاك المؤامرات ضده فلا سبيل لمحبي الوطن سوى التسلح بالعلم وتسليح الآخرين به كمهمة مقدسة، فالعلم كفيل بإنقاذ هذا البلد وسوف ينتقل به بخطوات متتابعة ومتلاحقة إلى بر الأمان مهما اشتدت الخطوب والنوائب .. العلم يا سادتي هو السبيل ويجب أن لا تتوقف هذه الرسالة السامية السرمدية ..
*** **** ****
معالي السيد وزير التعليم العالي: استبشرنا بك خيراً وما نضنك ترضى لأبنائك أن يظلوا خارج أسوار الجامعة يتسكعون ويظلون عرضة لأيادٍ خبيثة قد تحرف مسارات حياتهم وتحولهم إلى معاول هدم لهذا البلد .. نعم نحن المتسكعون في أروقة وشوارع عدن وطلاب كلية الهندسة .. أحبطنا ومعنا أهالينا وهم ينظرون إلينا وقد حرمنا من حقنا في التعلم وأصبحنا " كراكيب مضنية " في البيوت نتيجة الفراغ الجاثم على أيامنا، أغلقت في وجوهنا الكلية منذ شهر تقريباً.. قيل لنا بداية ان حقوق الدكاترة حجزت من قبل الجامعة ولن يقوموا بالتدريس حتى يدفع لهم مستحقاتهم , "طيب طلاب الكلية دفعوا ما عليهم من " ضرائب" التزامات وما هو ذنبهم ؟؟
وأنت يا معالي الوزير تدرك وتتابع هذه – كونه في إطار مسؤوليتك – فلماذا لا تخرج لنا بحل يفضي إلى البدء بالدراسة في كلية الهندسة . أليس الوطن بحاجة لكل فرد في المجتمع !
وهل ستظل صامت وما نخالك عاجزا أمام هذا الصراع الذي يضع الطالب في هاوية سحيقة ويستهدف كيان كلية الهندسة وإنهاك ما تبقى لدينا من مقومات بسيطة في مؤسسات التعليم؟ ولا نخالك من "المدعمميين". 
*** **** ***
الأستاذ/ الدكتور رئيس جامعة عدن / يتخذ من رئاسة الجامعة حجة في توقف كلية الهندسة وان هناك إشكالية أدت إلى تعليق الدراسة .. نأمل منك القيام بالدور الإيجابي لحل هذه القضية بشتى الطرق التي تخدم إعادة الحياة للكلية والبدء بالدراسة للفصل الثاني من العام الجامعي الحالي وإنهاء كل الإشكاليات المتعلقة بحقوق الطلاب والهيئة التعليمية واستعادة الدور الريادي لجامعة عدن خصوصا كلية الهندسة التي أهملت كثيراً، فنحن طلاب الهندسة أرهقنا ذهاباً وإياباً من وإلى الكلية وهي موصدة في وجوهنا ومللنا من الفراغ ومواجهتنا للمجهول .. نأمل منكم الكثير لتحقيق هذا وأنتم أعلم منا في إدارة الجامعة ..
*** **** ****
الأساتذة في الهيئة التعليمية في كلية الهندسة: توقفنا ما يقارب العام إبان انطلاقة الثورة الشبابية وأدركنا ان تعطيل التعليم لا يأتي سوى بالخراب واستخدمنا ورقة توقف الدراسة لإثبات مطلبنا المشروع في تغيير سياسة البلد السابقة التي كان لها اليد في تخريب المؤسسات التعليمية..
أما أن تتوقف الدراسة مرة أخرى فهذا الذي "يزعل" قد كنا أصحاب مع بعض هدفنا واحد ومطلبنا واحد في العمل معا على توفير بيئة مناسبة للعملية التعليمية وذلك بمطالبنا المستمرة بتفعيل اتحاد طلاب جامعة عدن لما يمثله من دور فعال في إنجاح العملية التعليمية والمشاركة بالدور المجتمعي للجامعة ، ولا داعي لنقض هذه العلاقة بيننا وتشتيت المطالب الحقوقية الجمعية والمشتركة لنا إذ نحن تكبدنا دفع الضرائب الباهظة " رسوم التعليم الموازي " رغم الأزمة المالية التي حلت على الجميع ولا يبدو أن لنا يداً فيما يحدث من انتهاك للحقوق المشروعة لكم حسب أقوالكم، نعي أن هناك فساداً في جميع مؤسسات الدولة ومن لديه إثباتات تدين جهة معينة أو طرف في الجامعة فليبرزها وليقدم شكواه للجهة المسؤولة بعيداً عن التراشق بالاتهامات الجزافية وتسييس المطالب وتحويل الجامعة إلى مكان للمماحكة السياسية أو الشخصية والتي تصب أصلاً في زيادة معاناة الوطن وتدميره .
لماذا لم تستمر عملية التدريس والاعتصام بخط واحد، بحيث يداوم من لديهم مساق في الجدول ويعتصم من ليس لديهم في هذا اليوم وتتبادل المواقع في اليوم التالي؟ ولماذا تحولت اجتماعات النقابة واللجنة المشكلة من قبل الجامعة إلى اجتماعات كراهية وتبادل اتهامات ودخول الأطراف ولديها نية مسبقة بعدم القبول بالرأي الآخر أو الاستماع إليه؟.
الرسالة السامية للتعليم والواجب الأخلاقي تجاه طلاب -هم أولاً وأخيراً أبناؤكم- يحتم عليكم نبذ الخلافات الجانبية وحل المشاكل أكانت المتعلقة بالكلية أو برئاسة الجامعة بعيداً عن تعطيل العملية التعليمية وستجدون أبنائكم الطلاب إلى جواركم في ممارسة حقكم المشروع بالتظاهر والاعتصام بظل استمراركم بأداء رسالتكم، مستعدين نكون يد واحدة، دون اللجوء إلى تخريب الوطن بتوقيف العملية التعليمة، فنحن – كطلاب - لدينا من الحقوق المغيبة الكثير .
أنتم أباؤنا وحق عليكم أن تقدموا العلم لنا حتى لو قوبلتم بالإساءة من المجتمع ، فكيف نبني وطناً ومستقبلاً "وخبر فاضي" ونحن خارج القاعات الدراسية؟.
يكفينا ما يمر به البلد من ويلات وإن لم تقوموا بواجبكم كونكم -نخبة المجتمع- فمن يا ترى سيقوم بواجبه؟.
*** *** ****
رسالتي الأخيرة للزملاء الطلاب : المؤشرات تشير إلى إنهاك البلد عبر تخريب العملية التعليمية، لكوننا لسنا مؤطرين بكيان طلابي مشروع يتمثل بالاتحاد والمجالس الطلابية المتفرعة منه ولكوننا من يتحمل هذه الخسارة وتدمر نفسياتنا بعد أن دمرت عقولنا علينا أن نقف جميعاً يداً واحدة للحصول على حقنا البسيط في التعلم ومطالبتنا في هذه الفترة بتشكيل الاتحاد الطلابي والذي بسبب غيابه نعيش الآن في تيه وحيرة مشتتين ومصيرنا أن نظل قابعين خارج أسوار الكلية ريثما يتفق الدكاترة على رأي واحد .. ففي اجتماع النقابة الأخير تفرق الدكاترة بين من يريد التدريس ومن ما زال مصراً على الإضراب، فتواجدكم أيها الزملاء بإمكانه أن يدفع بالجميع للقيام بواجبهم تجاهكم .. فلم يعد يستحمل الوطن خراباً أكثر..