سعدنا جداً بزيارة رائد التنمية والنهضة السيد/ مهاتير محمد الذي حل ضيفاً عزيزاً على بلده الثاني اليمن, والذي يعتز به كل مسلم بدعوة من رئيس الوزراء.
السيد مهاتير أفصح الله لسانه صرح أن تحقيق التنمية في اليمن يتطلب الأمن والاستقرار، وهذا التصريح يدل على حكمة الرجل ولو كان السيد/ مهاتير واحداً من "المهاتيش" حقنا لقال: "ولا يهمكم سبعه أيام واليمن أمستردام، بشرط تكونوا خلفي وأنا في الأمام"، وصدق السيد مهاتير في كلامه أي تنمية ستتحقق في أجواء مكهربة وأجواء ملوثة ووطن منقسم، يعني لو دعينا مهاتير وأردوغان وكل رواد التنمية في العالم ما نفعونا في شيء.. إلا أن نصلح ذات بيننا وإذا كان المثل اليمني يقول "مخرب غلب ألف مدار"، فكيف بحال وطن نصف شعبه مخربون "وذي ما هاجسه من فؤاده ما ينفعه هاجس الناس"..
إن أول خطوة على طريق البناء والتنمية هي الوفاق "الوفاق الحقيقي" وليس وفاق الأغاني والأناشيد والتصريحات السياسية والخطب الدينية التي لم نرَ أثرها على الواقع.
كيف:
ولكن من أين يأتي الأمن والاستقرار؟ كيف يأتي الأمن والاستقرار وبعضنا يكيد لبعضنا؟ كيف يأتي الأمن والاستقرار ونحن مشغولون عن الإرهاب والتخريب بسب بعضنا واتهام بعضنا وكراهية بعضنا لبعض؟ وهذا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أطهر ثائر لأعظم ثورة وقائد الربيع الإنساني، عندما هاجر إلى المدينة المنورة ليرسي قواعد أول دولة مدنية إسلامية مستقرة آمنة عادلة، كان أول عمل قام به بعد بناء المسجد هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، لعلمه صلى الله عليه وسلم أنه لن تقوم للدولة الإسلامية قائمة بدون أن يكون أبناؤها كالجسد الواحد وعلى قلب رجل واحد، الأمن والاستقرار يأتي من وحدة الصف، ثم هناك تنبيه نبوي فيه كل خير للفرد وللجماعة، يقول صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
القلب:
لابد من صلاح القلوب وصفائها وطهارتها وصدق نواياها "إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما"، وصلاح القلب يصلح اللسان.. واللسان ثم اللسان ثم اللسان، فالكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين، وما دمنا نفتقد صلاح القلب واللسان، فلن ينفعنا لا مهاتير ولا أردوغان.
أحلام القبيلي
لا مهاتير ولا أردوغان 2504