هيهات لا تحلموا.. هيهات لا تظنوا أنكم يوماً ستعودون لتحكمون الشعوب بعد أن أذقتموها البؤس ألواناً، وجرعتموها الفقر وألبستموها المذلة والخزي والخوف أزماناً..
هيهات للمتربصين والحالمين والحاقدين الذين يتربصون بالشعوب الدوائر.. والمنتظرين نتائج أفعالهم، المؤملين أن تأتي بغوائل الدهر ومصائبه.
هيهات للذين يُحيكون المؤامرات ويحركون جحافل الطابور الخامس كي يعيثون في الأرض فساداً، وينشرون الخوف والقتل ويستلبون الأمن ويهدرون الحقوق ويثيرون الفوضى، ويقطعون الطريق، ويخربون الكهرباء وينشرون الظلام.
هيهات.. فلن تستجدي الشعوب أمنها من قاتلها وسفاحها، ولن تستجدي طعامها من مجيعها وسارق قوتها، لن تستجدي الشعوب ثقافتها من الذين لا يملكون من الثقافة إلا كلمة "فندم"، ولا يمكن أن تبحث الشعوب عن التعليم عند من لا يفقه من العلم والتعليم شيئاً.. لا تحلموا بحكم الشعوب بعد أن حرمتموها أجمل أحلامها وحريتها، وقتلتم فيها روح الأمل والتفاؤل.. وزرعتم بديلاً له اليأس والقنوط.
وأنتم اليوم تجنون حصاد ما زرعتم.. فالشعوب يئست منكم يأس الشيطان من رحمة الله.. وأدركت بعد معاناة التجارب معكم أنه لن يأتيها الخير من قِبلكم وأيقنت أنكم الشر المحض والبلاء المستمر.
تتشاءم الشعوب عند رؤية وجوهكم تشاؤمها عند رؤية وجه الشيطان إن لم يكن أكثر من ذلك، ولم تر الشعوب وانتم تحكموها فرقاً بين الشيطان والسلطان، حينما كنتم تمثلون الأخير وتنوبون أحيانا عن الأول في المواقف التي يصحى فيها ضمير الشيطان ويتوقف عن فعلها، فتفعلوها لأنكم لا تملكون حتى ضمائر الشياطين بكل أسف.
كفاكم عبثاً وكفى ابتذالاً، وكفاكم ضحكاً على الذقون.. كفوا أيديكم ألا تبت أياديكم، وكفوا عن الكلام قطع الله ألسنتكم وأخرسها، فلن تغني عنكم الدعايات شيئاً لا في الدنيا ولا في الأخرة.. اسكتوا أبواقكم على وسائل الإعلام التي ما يزال يصرف عليها من قوت أبناء الوطن المكذوب والمضحوك عليهم، وألقموا أفواهكم أحجاراً التي ما شبعت من أكل السحت، ولا ارتوت من شرب دماء الضحايا
كفى يا مصاصي الدماء والعرق.. كفى يا مستنزفي الطاقات ومبددي القدرات ومحاربي الكفاءات وقاتلي المواهب.. كفى يا جاهلين ومشجعي الجهل ودعاة الجاهلية، لا تتربصوا، فالشعب يدرك أنكم المتربصون به والعابثون بأمنه وحياته والمتاجرون برزقه وقوته، لا تراهنوا على الشر الذي تصنعوه، فالفخاخ والشراك التي نصبتموها توشكون أن تقعوا فيها، فتنقض على أقدامكم فتجرها بالقيود إلى السجون، أو تنقض على أعناقكم، فتجرها إلى المشانق، أو تنقض على الأيدي، فتجرها إلى البتر حداً أو حرابة بما كسبت أيديكم.