;
متولي محمود
متولي محمود

إخواني .. وإلا فلولي 2038

2012-06-08 00:52:09


في مصر (أم العجائب) كل شيء فيها عجب وغير متوقع, فثورتها غير, ومرحلتها الانتقالية عجب, وانتخاباتها الأغرب على الإطلاق!.
مفاجآت الشارع المصري لا تنتهي, وبين الجولة الأولى وجولة الإعادة الكثير والكثير من المفاجآت، فقد يعود النظام السابق إلى السلطة من بوابة الثورة الخلفية وبحلة ثورية أيضاً , فقد سمعنا اللواء/ أحمد شفيق بعد إعلان النتائج النهائية للمرحلة الأولى، متوعداً من سرقوا ثورة الشباب, وأنه سيعمل جاهداً على استعادتها، فاتحاً بذلك عهداً جديداً وسيتجاوز جميع سلبيات النظام السابق الذي كان وما يزال أحد رموزه, الجدير بالذكر أنه وفي عهد رئاسته للوزراء بداية الثورة الشعبية حدثت موقعة الجمل التي راح ضحيتها عشرات الشهداء.
استمر شباب مصر بالتظاهر في ميدان التحرير ومدن أخرى, التيارات الليبرالية والقومية على وجه التحديد, مطالبين بإنفاذ قانون العزل السياسي قبل جولة الإعادة المرتقبة في منتصف الشهر الجاري, وبالتالي إخراج شفيق من دائرة الإعادة وإرجاع مرشحهم حمدين صباحي الذي حل ثالثاً, إلى الواجهة جنباً إلى جنب مع مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي.
في حال لم تتمكن هذه القوى من إنفاذ قانون العزل السياسي الذي أقرته المحكمة ورفضته اللجنة العليا للانتخابات بإيعاز من المجلس العسكري الحاكم في البلاد والداعم الرسمي مع بعض القوى الإقليمية والغربية لمرشح العسكر أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق , في حال فشل إنفاذ هذا القانون ستكون القوى الثورية بين خيارين لا ثالث لهما , إما مرشح الإخوان محمد مرسي أو مرشح الفلول أحمد شفيق .. وتستمر المفاجآت!.
تتخوف القوى الليبرالية في مصر من استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة (على نحو ديمقراطي طبعاً) بالقدر الذي تخاف فيه من صعود مرشح الفلول إلى سدة الحكم في معادلة مجحفة نوعاً ما بحق مرشح الإخوان المحسوب على الثورة على الأقل.
الحملة المقننة الشرسة على خطر صعود الإخوان (الإخوان فوبيا) إلى الحكم طغى، بل اكتسح حقيقة أن الخطر الأكبر هو عودة الدكتاتورية العسكرية التي ثار من أجلها الشعب وعمدها بدماء طاهرة أوقدت جذوة الثورة وأسقطت أعتى ديكتاتوريات العسكر العربية, ففي حال صعد الإخوان مثلاً وأثبتت حقيقة ما قيل عنهم, ولا أظنهم كذلك, على الأقل سيكون من السهل الإطاحة بهم على عكس حكم العسكر الذي استمر عشرات السنين يحكم بحالة الطوارئ.
على الإخوان المسلمين إثبات حسن النية في شراكته مع كل قوى الثورة في إعادة إصلاح ما أفسده العسكر بالعمل لا بالقول فقط, كما ينبغي على القوى الليبرالية التفكير بمنطق ثوري إزاء التطورات الراهنة في الساحة والالتفات إلى خطر عودة الفلول للحكم وحدوث نكسة توازي كماً ونوعاً نكسة 1967م، عليهم التكاتف والالتفاف على ثورتهم وإسقاط الفلول وتجاوز الخلافات الجانبية والتنازل عن المعتقدات السائدة والقناعات الفكرية الضيقة فقط من أجل مصر الثورة!.
وبغض النظر عما ستفرزه جولة الإعادة في مصر , ستكون النتيجة ذات أثر عظيم إما إيجابي أو سلبي على البلدان التي شهدت ثورات ربيعية ربما باستثناء تونس التي اجتازت مرحلة الخطر بوعي وتكاتف أبنائها المثقفين سواء من القوى الثورية أو النظام السابق.
باقتدار وبتأن يعمل المجلس العسكري لكسب الشارع الذي عانى الكثير من الفوضى كمتلازمة طبيعية للثورة , فبالنظر إلى الحكم الأولي الذي أصدرته المحكمة بقضية الرئيس المخلوع وحبيب العادلي (السجن المؤبد) ما هو إلا تحايل واضح ومسرحية سمجة يلعبها العسكر على نحو توافقي لكسب أصوات الشعب المتعطش للفوضى وبعد الانتخابات سيتم الاستئناف بالتأكيد للقضية وسنرى المخلوع طليقاً بل وربما يعود إلى العمل السياسي من بوابة الثورة , فهل يتنبه الشعب المصري لهكذا مسرحيات؟!.
عار على ثورات الربيع العربي أن تعيد إنتاج الدكتاتوريات ذاتها التي ثارت ضدها وبحلل ثورية مزيفة, كم سيشمت بنا المتربصون, وما أكثرهم! عندها سأقول كما قال الأستاذ فيصل القاسم: "إذا فاز شفيق سأعتذر من كل الطواغيت وسأقول لهم لقد ظلمناكم وأسأنا إليكم، فشعوبنا لا تستحق أفضل منكم, فاستمروا في دوسها مشكورين".
//////

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد