;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

المشروع الفارسي.. ومخططات بلون الدم 2099

2012-06-08 00:51:42


لأنه اعتاد على اللطم والضرب حتى تسال الدماء في كل مناسبة خاصة بهم، ينتهج النظام الإيراني الفارسي سياساته الخارجية التوسعية من خلال المفاوضات على دماء الأبرياء، مقابل تحقيق المزيد من الانتصارات التوسعية والسياسية والعسكرية, وخلال أكثر من سبع سنوات ونظام طهران يراوغ المجتمع الدولي ووكالة الطاقة الذرية بشأن المشروع النووي الإيراني, لم تستعجل خلالها دول الغرب للقيام بضربة عسكرية لإيران ومفاعلاتها كما حدث مع نظام صدام في العراق، رغم أنه كان لا يمتلك أي مفاعل نووي, لكن أميركا وحلفائها خلال السنوات السبع الماضية رأت أن تظل علاقتها مع نظام طهران بين شد وجذب ما دام وقد سلمت العراق لحكام إيران بطبق من ذهب, فما أن يتحدث مجلس الأمن عن اللجوء إلى فرض عقوبات على نظام طهران حتى يأتي الرد بعمليات مفخخة من وسط العاصمة العراقية بغداد وسائر المدن العراقية.. وهكذا استمرت الرسائل المتبادلة خلال الأعوام الماضية, ولإدراكها بعزم المجتمع الدولي على عدم السماح لها بامتلاك سلاح نووي وكذا تخوف دول الجوار من ذلك المشروع الذي يمثل مصدر قلق لأنظمة تتلقى التهديد والوعيد من نظام إيران بين الحين والآخر باقتلاعها في ظل المشروع الفارسي التوسعي منذ عشرات السنين.
سعت إيران بتحريك خلاياها النائمة في العديد من دول الجوار مثل سوريا ولبنان واليمن ومصر وبعض دول الخليج بعد تضييق الخناق عليها من قبل الغرب، خاصة بعد أن كشف العالم دورها المفضوح في عدم استقرار العراق وسعيها للتحكم في إدارته، ووصولاً إلى سياسات بغداد الرسمية، حيث عملت طهران ومنذ وقت مبكر على دعم الخلايا الشيعية في تلك الدول بالمال والسلاح عبر التهريب وممارسة العديد من الأنشطة العسكرية والسياسية والمدنية حتى تصل رسالتها إلى المجتمع الدولي والغرب بأنها متواجد في كل مكان وليس في العراق فحسب، وأن الشروع بالقضاء على المشروع النووي الإيراني يعني إحراق المنطقة بشكل عام وليس تهديداً للمصالح الغربية فحسب.
 وفي الوقت الذي نسمع فيه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أو السيد حسن نصرالله والحوثي وغيرهم يتحدثون عن السلام والمحبة والإخاء نجد المخابرات الإيرانية تعمل جاهدة على إذكاء الطائفية والمذهبية في مختلف البلدان العربية والإسلامية، بل وتلصق أي قضية طارئة بالخلافات الطائفية والمذهبية, ويواكب ذلك حملات إعلامية ممنهجة وفق أهداف ومخططات المشروع الفارسي التوسعي.
وفي ظل ما تشهده المنطقة اليوم نجد أن طهران لا يعني لها الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي في اليمن أي شيء ما دام الحوثي وجماعته في أمان وتوسع مستمر داخل المحافظات اليمنية, فهي تدعم الحراك المسلح المطالب بالانفصال وتدعم الجماعات المسلحة الأخرى وربما أنصار الشريعة وغيرهم بهدف إضعاف النظام المركزي في صنعاء وتشتيت القوة العسكرية لإتاحة الفرصة لحركة الحوثي بإقامة أنشطتها التوسعية باتجاه العاصمة صنعاء وجنوباً والمناطق البترولية مأرب وشبوة وحضرموت شرقاً, وكذلك هو الحال لموقفها من ثورات الربيع العربي, حيث نجد الإعلام الفارسي ومن يدور بفلكه يخصص مساحات واسعة للاحتجاجات في البحرين لو تم حبس ناشط أو ناشطة وفي نفس الوقت يغض الطرف عن تلك المجازر التي يرتكبها نظام الأسد يومياً ومنذ أكثر من عام بحق إخواننا السوريين، بل ويمده نظام طهران بالأسلحة والمقاتلين عبر العراق ولبنان, ويمارس سياسات تضليلية أمام الروس والصين حول ما يجري في سوريا لكسب حشد دولي لدعم ذلك النظام الوحشي حتى لا يسقط في وحل إجرامه.
 ليس هذا فحسب، بل ويسعى لإذكاء الفتنة الطائفية داخل سوريا ولبنان وبقية دول المنطقة لدعم بقاء ذلك النظام لفترة أطول وفي نفس الوقت إتاحة فرصة أطول لاستكمال مشروعها النووي العسكري في ظل انشغال العالم بمشاكل وقضايا المنطقة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد