;
مدين مقباس
مدين مقباس

انتصاراتنا والمشاريع المدمرة للمجتمع 2099

2012-06-07 02:32:11


مثل ميلاد اللجان الشعبية التعبير الصادق عن صلابة وقوة إرادة المواطن اليمني في الدفاع عن الأرض والعرض والتصدي لخطر الإرهاب الدموي المتعدد الأشكال وإعادة مجد أجدادنا، لأنه جعل أبناء مديرية لودر يلتفون حول هدف واحد يرتبط بعزتهم وكرامتهم لمحاربة الإرهاب وحفظ الأمن وتوفير الأمان للمواطن وبارك كافة الشرفاء من أبناء محافظة أبين والوطن عامة هذا العمل الجبار (اللجان الشعبية) الذي جاء ميلاده على يد مؤسسها رحمة الله عليه الشهيد حوس بعد جرائم الغدر التي تعرضت لها قبائل آل فضل وآل عشال والمياسر من قبل القاعدة بتواطؤ بعض الأطراف
 والقيادات في الدولة اليمنية فجاء ليؤكد قدرة المواطن وعزمه لمواصلة نضاله من أجل صد هذا الخطر ومحاربته.
هكذا ولد مشروع الشهيد حوس وتربع حبه في قلوب أبناء الوطن، ليسطر تاريخاً ناصعاً محفوراً في الذاكرة تتناقله الأجيال القادمة.. ولأن الشهيد حوس كان الرقم الصعب والوحيد ظل الهدف الأول الذي تبحث عنه القاعدة لتأخذه أياديهم الغادرة عند عودته من مناسك الحج العام الماضي.. وأتى بعده الآخرون ليواصلوا المسيرة وبالفعل واصلوها بكل عزة وشجاعة واستبسال وأفشلوا محاولات هجوم القاعدة وحولوا لودر إلى مقبرة للإرهاب وأنموذج حي لمعركة الكرامة يجب أن تستفيد منها المعاهد والكليات والأكاديميات العسكرية لتدرس فيها هذه الملحمة البطولية الفريدة التي عكست تجربة التعاون الشعبي مع الجيش الحكومي في إدارة أول معركة ضد "حرب العصابات" خلاف الحروب النظامية التي عرفها أبناء الجنوب... والتعرف عن قرب لواقع الأساليب وطرق التكتيك التي أحبطت أهداف القاعدة الرامية للانتقال من العمليات الخاطفة إلى الهجوم المفتوح وأجبرتها على جر أذيال الهزيمة وهي تنسحب بعد محاولاتها المتكررة لاقتحام لودر على مدى 39 يوم وذلك من تاريخ 9 ابريل-17 مايو 2011م لتصبح مرجعاً تاريخياً تستفيد منه الأجيال القادمة ومن تضحيات شباب لودر وصمودهم الأسطوري وإقدامهم على الاستبسال ما أقدم الشهيد محمد خالد مفتاح الذي نفذ أول عملية فدائية ضد الإرهاب أدت إلى مقتل (5) من تنظيم القاعدة.
حقيقة المشروع لا غبار عليه وحقق نصراً سيظل تاجاً فوق رؤوس الشرفاء، لأن صناعته لم تأتِ إلا بدماء أبناء لودر الشهداء رحمهم الله... الذي يحتم على الجميع الحفاظ عليه... وأن لا نسمح لأحد بممارسة ما يشوش أو يعمل على خدش هذا النصر الذي سيظل مفخرة صنعها الشهداء والجرحى ومن استبسل من أجل الدفاع عن لودر، لذا فلابد من الانتقال إلى مرحلة جديدة (مرحلة ماذا بعد النصر؟) وإعادة الوضع أولاً إلى ما كان عليه ثم ممارسة الرقابة الإيجابية لنبذ الفساد وإقامة العدل وتوفير الأمن وفق ما يتفق ويراه المواطنون بأنه ضرورة لخدمتهم للوصول إلى الاستقرار... والابتعاد عن التهور والتسرع في فرض الذات على المواطن وجعل البعض أوصياء على الجميع وإرادة الكل.
فيجب أن يلتف الكل حول هدف آخر "تحقيق الأمن والاستقرار" وليس إشاعة التشرذم وإنتاج أزمات جديدة أو عوامل ستضعف وتدمر ما تبقى من ثقافة الإدارة بسبب الارتجال ومصادرة حقوق وآراء الآخرين... أو فرض وجه نظر واحدة... فلا شك أن مصلحة الجميع تهم الكل ولتحقيق هذا الهدف لابد من الابتعاد عن التعالي ووقف ما تسعى له بعض القيادات أو الوزراء لزرع بذرة لإنتاج صراع اجتماعي قادم في الجنوب من خلال ركوبها الموجه لمصادرة وتجيير النصر الذي حققته اللجان الشعبية والمّن عليها بالدعم الذي يقدمه هذا الوزير أو ذاك للارتهان للمشاريع الهدامة والمدمرة لوحدة النسيج الاجتماعي كحل تراه أنه يحافظ على الوحدة اليمنية ووقف أي نشاط للحراك ووضع شريحة فوق الكل والشرائح والمكونات الاجتماعية الأخرى وتهميش دور القبائل بل والمساس بمصالحها وأهانتها كما حدث عند اقتحام أحد المحطات البترولية في لودر بصورة مرفوضة مهما كانت الدوافع والمبررات.
     ما يثير قلق المواطن هو مواصلة أحد الوزراء لانتهاج واستنساخ نفس التجربة وبنفس المعايير وأساليب التمييز الاجتماعي بهدف إفراز العوامل لتهيئة المناخ لتأسيس مشروعه القادم لتدشين الصراع الاجتماعي ليعيد إنتاج أزمة جديدة الجميع في غنى عنها.
   ما دعاني أن أكتب هذه الأسطر التي ترددت كثيراً في الإمساك بالقلم لكتابتها إلا حرصي على إخواني صانعي النصر بهدف الحفاظ على ذلك النصر الذي رفع رؤوس أبناء الوطن لنرى القاعدة وهي تنكسر مهزومة لأول مرة بفضل إرادتهم الصلبة وشجاعتهم النادرة التي ستظل شاهداً على عزم وإصرار أمة على التضحية والفداء لأهلهم والاستبسال للدفاع عن مدينتهم من الإرهاب وحتى لا نسهم بتحول انتصاراتنا إلى مشاريع مدمرة للمجتمع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد