الإهداء / إلى روح والدي في جنان الخلد بإذن الله، السادس من يونيو من عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين خيمت غمامة حزن على بلدتي ومنذ ذاك الوقت وهي تجود بمزنها وجعاً على صفحات عمري، وكأن الحزن ترك العالمين ومتفرغاً لنا فقط يا أبتِ.
فمن يقوى على غيابك !
¤¤
ضعيف ومهزوم أنا عندما أتلفت حولي فلا أجدك، أتدثر بخوفي وأنفث في فضاءات الحلم أمنيات قد تترأي في حلم خادع، من يشغل هذا الفراغ وقد سلبني القدر ما يجعل الأماني بلا طعم ولا رائحة.. أطارد أضواء السيارات وأعبر أرصفة المدينة باحثاً عن رائحة عطر كنت استنشقها بين أحضانك..
عد يا أبتِ.!
¤¤¤
ما أقسى هذا الاحتياج، روحي مجبولة بشوق لمن غادرني وتركني تنفيذاً لأمر الرب الحكيم،الشجرة التي شقت جرح في كبد الأرض شقت في كبدي جرح أعمق، تتأملني وحيداً وقد ألفت لدهر تحتوينا معاً كل ظهيرة..
لم أدرك بعد الحكمة من استرداد الله لأمانته التي لكم شعرت بأنها توحدت بروحي، لم أستطع رغم السنون استيعاب رحيلك، لماذا يا عزرائيل اخترت أبي ! ماذا لو كنت أخترتنا معاً !..
أسئلة ينفذ بها قلب ولد ترك أسيراً لترقب ساعة العناق، ولم يجد بداً لاستيعاب تغييب الموت لأحباببنا..
لماذا أختار أبي !.
كنت طفلاً يا أبي أفاخر بك وأطير بجناحي الفرح عندما تفاجئني بزيارة لمدرستي وسؤالك عني، عندما كنت تلج باب القاعة الدراسية تتهلل أسارير روحي وما إن كنت أرى بياض ثناياك وأنت تبتسم لي وكأن الجنة هنا وليست في مكان آخر.
¤¤¤
افتخرت وأنا أقرأ في عينيك حب الوطن وأستمتع لأحداث حضرتها في ثورات اليمن شماله وجنوبه وكنت مدافعاً عن هذا البلد " سال عرقك في جبهات المواجهة في ثورتي سبتمبر وأكتوبر وحصار السبعين " تركت بصمة في القرية التي نقطنها وتركت لنا منهج حياة يقود للخلاص.
متعثرة حروفي دروب الحرف وشيطانها المعاني غائب على زجر الحرف الختامي النشيد، وماذا عساي أقول ! فجل حروفي في حداد، شامة تتوسد صفحتي وطيف أبيض وأدري يقيناً بأن الكتابة بيوم رحيلك ضرباً من المستحيل، هو الحزن يقتاتني بشره عجيب ويترك في غرفتي ضباب المأتم ومازلت رغم موتي أغني على طيف ذكراك حبي التليد.
عذراً أبي فلم أستطع أن أرتب حرفي وعيت محابري.. إلى جنة الخلد يا أبتي
غصة وطن: قد كنت لا اخشي الوداع ولا أرى خوفاً خفياً قد كنت اسرق عمر يوم لم يمت لم أخش يوماً إن أو أرى في تراب.. في تراب قد كنت أطرد ألف مرة في الصباح موت أكيد فرحلت عني تاركاً في غرفتي مشاهد وشواهد لا تقوى روحي أن تشاهدها هناك.. خوفاً علي لا عليل ذكراك يا حبي الوحيد تفوح في أرجاء يومي كلما رجفت جفوني كل حين وأظل أشكو للعقارب كيف يسرقنا الغياب لاعنا أمسي البليد.. كارها قدراً يطارد أمنياتي في الظلام ماذا دهاه الموت كاشراً أنيابه يعوي حوالينا بلا إذن يقتحم نوافذ الحلم الجميل..
alnawras85@hotmail.com
أحمد حمود الأثوري
حقول ملغمة حروف مهزوزة ! 2785