الرغبة في بقاء اليونان ضمن منطقة اليورو، لكن الاختلاف بشأن سياسات النمو في أوروبا، كان ذلك في أول لقاء بين الرئيس الفرنسي هولاند والمستشارة الألمانية ميركل، حيث أعرب الطرفان عن استعدادهما التفكير بتدابير جديدة محفزة للنمو لمساعدة اليونان.. الرئيس الفرنسي أكد أنه يريد علاقة متوازنة وتحترم حساسية فرنسا السياسية مع ألمانيا، والعمل سوية من أجل أوروبا والاستعداد الكامل لبحث كل شيء بما في ذلك "اليوروبوند"، الأمر الذي لم تكن تريد برلين حتى الآن بحثه، كذلك التفاوض حول الاتفاق المتعلق بالميزانيات الأوروبية.. فتح طريق جديد في أوروبا واقتراح لوضع ميثاق جديد مع الشركاء يجمع بين حفظ الديون العامة الضرورية وتحفيز الاقتصاد اللازم.
رئيس البنك الدولي أدلى بدلوه في موضوع أزمة اليونان، حيث اعتبر أن انسحابها من منطقة اليورو قد يثير أسئلة كبيرة بشأن تداعياته على إسبانيا وإيطاليا ودول أخرى في منطقة العملة الأوروبية، تنوء بأعباء ديون ثقيلة وتنفذ إصلاحات هيكلية، وأزمة منطقة اليورو تشكل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي، والسؤال الجوهري لن يكون اليونان، بل إسبانيا وإيطاليا.. إذا قررت اليونان مغادرة منطقة اليورو، فإن الآثار ستكون مضرة جداً وستعيد إلى الأذهان انهيار بنك "ليمان براذرز" خلال عام 2008م.
إن الزعماء الأوروبيين بحاجة إلى إيجاد سبل لاستباق المشكلة وتقديم دعم لإسبانيا وإيطاليا اللتين تنفذان إصلاحات صعبة جداً، والمسألة الأساسية هي ضمانات للاستثمار على المدى المتوسط، هذا يمكن تقديمه من خلال سندات أوروبية تصدر من خلال آلية الاستقرار الأوروبي واستغلال موارد بنك الاستثمار الأوروبي أو آلية أخرى.. تلك أشياء على الأوروبيين أن يتخذوا قرارات بشأنها.
والحديث عن إسبانيا له مراراته، حيث دخلت البلاد رسمياً في حالة ركود منذ بداية العام، مما يجعل البلاد مهددة بتراجع اقتصادي طويل الأمد في ظل صعوبات تواجهها منطقة اليورو لتحقيق التوازن بن التقشف والنمو.. الركود ينتشر تدريجياً، لكن عند أخذ أحدث استطلاعات الأعمال في الحسبان يبدو أن انكماش النشاط الاقتصادي سوف يستمر خلال الفصول المقبلة.. وانكماش قطاع التصنيع بأسرع وتيرة خلال ثلاثة أعوام، بينما انكمش قطاع الخدمات على مدى سنة كاملة.
إسبانيا أجرت الخفض المطلوب في الميزانية وإصلاحات اقتصادية، وعلى البنك المركزي الأوروبي أن يعمل للقضاء على الأزمة المالية في منطقة اليورو، والإسبان عملوا كل ما هو ضروري فيما يتعلق بتعديلات السياسة المالية والإصلاحات الهيكلية، وينبغي أن يكون هناك رد فعل في البنك المركزي الأوروبي.
في رد الشائعات التي انتشرت بخصوص نية اليونان الخروج من منطقة اليورو، فإن تصريحات صدرت بأن الاتحاد الأوروبي على استعداد للتصدي لتوابع خروج اليونان من منطقة اليورو، إذا قررت ذلك، لكن المفوضية الأوروبية نفت أنها تعكف على أي خطط لخروج أثينا من منطقة العملة الموحدة، وأنها تريد بقاءها فيه، وأنه قبل عام ونصف العام ربما كان هناك خطر نظرية الدومينو، في إشارة إلى الخوف من انتقال عدوى الانهيار المالي لليونان إلى دول أخرى في منطقة اليورو مثل إسبانيا وإيطاليا في حالة خروج اليونان من المنطقة.. وهناك خبراء في البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية يعكفون على سيناريوهات طارئة إذا لم تفعل اليونان ذلك.. اليونان لا يوجد ليدها خيار أفضل سوى الالتزام بشروط التقشف لبرنامج إنقاذ البلاد التي لا تلقى قبولاً شعبياً.
هامش:
1.   الاتحاد العدد "13462" 14/5/2012م.
2.   الاتحاد الاقتصادي 17/5/2012.
3.      =         =     18/5/2012.
4.      =         =     20/5/2012.