في الوقت الذي بدأت روح الأمل تدب إلى قلوب أبناء محافظة إب بقدوم التغيير والانتصار لإرادة وحقوق وحرية المواطن في هذه المحافظة, حيث ظهرت على السطح وفي متداول المواطنين بعض الأسماء لقيادة هذه المحافظة في اليمن الجديد ويقطف أبناؤها أولى ثمار الثورة الشبابية الشعبية السلمية، خاصة وأن الفساد قد تجذر في هذه المحافظة منذ عشرات السنين حتى أطلق عليها (العرطة)، لكن وللأسف بدأت تلك الآمال تضعف شيئاً فشيئاً، خاصة بعد الاتفاق المبرم مؤخراً بين القيادة الحالية للمحافظة وقيادات فروع أحزاب اللقاء المشترك، الأمر الذي يوحي ببقاء الفساد وعنوان اللواء الأخضر، بدلاً عن السياحة التي استغلتها قيادة السلطة المحلية وخلال السنوات الماضية كنهب إيرادات صندوق النظافة باسم المهرجانات ورقصة العشرين مليون, أنا لست ضد الحوار أو الاتفاق، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد اليوم, ولكن ما يحزن بالفعل هي بنود الاتفاق وفحواه والتي تصب مجملها في إيقاف التدوير الوظيفي حتى يتم التنسيق بين الطرفين وبمعنى أوضح تقاسم سلطة ومكاتب حكومية رغم أن أهداف الثورة أسمى وأنبل من ذلك بكثير, وكم كنت أتمنى أن ينأى المشترك بنفسه من هكذا اتفاق، ليضع بنوداً أهم من ذلك بكثير تتعلق بمشاكل المواطنين وهمومهم ووضع المرافق الحكومية التي أضحت وسط مستنقع الفساد المالي والإداري, كم كنت أتمنى أن يتفق محافظ إب الحجري مع قيادات فروع أحزاب اللقاء المشترك حول بند عودة مهجري الجعاشن إلى منازلهم وتعويضهم التعويض العادل، خاصة وأنهم أصحاب قضية حقوقية وإنسانية عادلة, فهم أصحاب أول اعتصامات ثورات الربيع العربي, وكان لقضيتهم واعتصامهم دور في منح الأخت/ توكل كرمان جائزة نوبل للسلام, وكم كنت أتمنى أن يشمل اتفاق محافظ إب مع فروع اللقاء المشترك قضية الثوار المعتقلين في سجون شيخ العدين وتقديم قتلة الجعوش وابنه إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل, وكم كنت أتمنى أن يشمل ذلك الاتفاق إقالة مدراء المكاتب التنفيذية الفاسدين الذين عبثوا بأراضي الأوقاف وأراضي وعقارات الدولة وعبثوا بمخططات المدينة والمدن الثانوية, ومن قاموا بنهب صندوق النظافة أكثر من عشر سنوات دون أن نلمس أي تحسين داخل مركز المحافظة.
كم كنت أتمنى أن يشمل هذا الاتفاق إيجاد حل للمشاريع المتعثرة داخل المحافظة ومحاسبة المتسببين بذلك وإحالة اللجنة الفنية ولجنة المناقصات إلى القضاء، لما أسهموا بذلك من فساد المناقصات والمزايدات وهنالك أكثر من قضية بهذا الشأن وكم كنت أتمنى أن يستفيد قيادات المشترك من خبرة المحافظة في مشروع (شجر بعدد البشر) وما تم تحقيقه للمحافظة من خير بسبب هذا المشروع.
وفي ختام هذا أود التأكيد على أن أي اتفاق لا يتطرق لأي من القضايا السابقة لا يعنينا نحن عامة المواطنين من أبناء هذه المحافظة وهو بلا شك اتفاق مصالح سواء حزبية أو شخصية لا تمت بأي صلة إلى ثورة الشباب وأهدافها النبيلة، لأن الوقت اليوم يتطلب قيادة ميدانية تعالج مشاكل المحافظة وفي مقدمتها الجانب الأمني وغيرها من الجوانب السابقة الذكر ونحمل رئيس الجمهورية المسئولية الكاملة لما تمر به هذه المحافظة اليوم من فوضى ومعاناة للمواطنين وقد آن الأوان لمعالجتها على يديه ويكفي ما تجرعته عشرات السنين الماضية ويكفي أن يتم مساواتها بجارتها تعز، فهل ننتظر؟ نأمل ذلك.
وإن كان هنالك تقدير لمواقف المحافظ الحجري السابقة وبقاؤه يتطلب هذه المرحلة، فإن بقاء نائبه الورافي لا يطاق وأصبح كارثة على المحافظة وأبناءها.. ولعل دعمه للفاسدين ودفاعه عنهم خلال الأشهر الماضية خير شاهد على ذلك وما خفي كان أدهى وأمر, ومثلما نحمل المحافظ الحجري مسؤولية أخطاء الورافي، باعتباره المسؤول الأول بالمحافظة, فإننا نحملكم مسؤولية ما تعانيه المحافظة وأبنائها من ظلم وفساد المسؤولين والتنفيذيين باعتباركم المسؤول الأول في الجمهورية.
عبدالوارث ألنجري
محافظ ميدان.. لا محافظ ديوان 1726