;
2012-06-04 16:47:36


أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعل طاغيها
من مصر أيضاً

أكتب هنا عن بشرى أخرى من مصر هي: موقف الشعب المصري الأصيل، العظيم من الأحكام التي صدرت السبت الماضي حول حسني مبارك وبنيه، وعصاته التي كانت تحميه! فقد كنت، وكثير غيري نعتقد أن القضاء المصري قوي، لا يخضع للضغط والترغيب والترهيب، المغريات أنّى كانت لكني في الحقيقة.. أحسست قبل صدور الأحكام أن شيئاً يُدبر لدعم العسكري مرشح العسكر، شريك مبارك في أخطائه القاتلة ضد الشعب المصري! فمن التوقيت للنطق بالحكم، وتجهيز عشرة آلاف مقاتل لقاعة صدور الحكم وخارجها وحولها، ومن خطبة الحاكم قبل النطق بالحكم (هذا كتابنا ينطق بالحق)!... برزت إشارات تشير إلى أن الحكم سياسي، وأنه سيرضي طرفاً "بقايا النظام السابق" ويُغضب آخرين "أهالي الضحايا وأكثرية الشعب" وإلا فما الحاجة لحشد عشرة آلاف من الجيش والأمن؟ وحصل شيء مما توقعوا: غضبة عارمة، صرخة: (الشعب يريد تطهير القضاء) مشادة أتاحت للغلاظ الشداد أن يتدخلوا لإخماد الصارخين الرافضين وهيهات وعمت الغضبة الشعب المصري كله في الداخل والخارج، وظهر له أن القضاء لا يزال جزءاً من النظام السابق، هذا القضاء الذي له تاريخ أسود فيما يتصل بالإسلاميين، والعروبيين الصادقين.. وصدقت مقولة الدكتور/ محمد البرادعي: إن النظام السابق حكم نفسه! نعم وشهد لنفسه، فشهادة المشير/ طنطاوي وعمر سليمان، اعتمدت شهادة لم يتطرق إليها الشك.
لكني ألمح من ذلك بشارات لا بشارة واحدة.
(رب ضارة نافعة).
أهم بشارة أراها واضحة المعالم موقف الشعب المصري بأكثريته، وأهم تنظيماته، ومنظماته، وأحزابه، وعلمائه والغيورين على مصر والشعب المصري.. موقف سريع، موحد سرى في قلوب المصريين وعقولهم، ولم يرفضه إلا جلاوزة النظام السابق.
فهذه كبرى الحركات الإسلامية في العالم النابعة من مصر قررت ملء الميادين في أرجاء مصر برجالها تظاهراً سلميا ًورفضاً للأحكام، ودعت الشعب المصري بكافة فئاته إلى التضامن، والتكاتف، ورفض أية محاولة لإعادة النظام السابق بأحد المشاركين فيه، ونادى الرجل الأول في الحزب الممثل للإخوان المسلمين، الأول في الفوز بالانتخابات ـ الجولة الأولى ـ نادى الشعب المصري الذي انتخبه إلى النزول للاحتجاج، وقرر الذهاب إلى ميدان التحرير للمشاركة في المظاهرات والبقاء مع المتظاهرين، مع أن ذلك يشكل عليه خطراً، حيث أصبح الرجل الأول، لكن المؤمن يعلم أكثر من غيره أن الأجل المحدد لا يمكن تقديمه ولا تأخيره، وأن خير موتة يموتها الإنسان هي الموتة بالشهادة في سبيل الله، أن يموت وهو يقول كلمة حق عند سلطان جائر، أن يموت وهو يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بأية وسيلة مشروعة، أن يموت وهو مرابط، أن يموت وهو مواجه يذود عن نفسه، أو دينه أو عرضه أو ماله.. والثورات العربية التي قد قامت كلها قامت لذلك، على اختلاف وتعدد أسبابها.
هذه البشرى من مصر تجعلنا مستبشرين حقاً أن الحق سيعلو في مصر بصرف النظر عمن يحمله، وإذا علا الحق في مصر وزهق الباطل، فإن ذلك يعني علو الحق في كل أنحاء البلاد العربية التي سادها الظلم والاستبداد وتخلف الحكام الذي انعكس على الشعوب، ذلك يعني أن الصحوة صافية لا غبش فيها، ذلك يعني أن كيد الكائدين، وتآمر المتآمرين في الداخل والخارج، وصرف الأموال المنهوبة لقمع وقهر الشعوب قد ولت، وأنها ستكون على الذين أنفقوها حسرة، ثم يغلبون.
بشائر مصر وانتصاراتها تنعكس على العرب أجمعين، وكذلك هزائمها وتخلفها وقهرها.
رجوع المصريين إلى الميادين واستعدادهم للاستمرار حتى تتحقق أهداف الثورة أو معظمها بشرى ستدفع الذين صوتوا لمساعد الجلاد أن يتراجعوا، وستدفع الذين لم ينزلوا في الجولة الأولى ـ وهم الأكثر ـ إلى النزول في الجولة الثانية لدحر الباطل، وإفساح الطريق للوصول إلى ديمقراطية حقيقة، لا يستطيع الظالم في ظلها أن يظلم أو يكذب على رؤوس الأشهاد، أو يزور، أو ينهب، أو يمنع العمل عن الكفاءات، ويسنده لأصحاب الولاءات.
يتطلع المستضعفون في كل أنحاء البلاد العربية إلى ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية في مصر، هل سينقشع الظلام، أم ستعيدة أحلك مما كان، فإن عاد فإن المستضعفين لن يعودوا مسخرين لظلم الحاكم واستبعاده واستبداده، بل سينتفضون انتفاضة لم يعرفها تاريخ العرب إلا في صدر الإسلام، لأنهم قد عرفوا عدوهم الحقيقي الذي استباح أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، ودنس كرامتهم.. وقد ذاقوا طعم التضحيات والفداء الذي أسفر عن موت بعض المستبدين، وفرار بعضهم، ودخول البعض قفص الاتهام ثم إلى غياهب السجن، ولم يرضوا بذلك لأن عقوبة القاتل القتل ولو قتل نفساً واحدة، فكيف بمن قتل الآلاف، فكيف بمن قتل شعباً؟!
نستبشر، ندعو حتى تنفرج الشدة المصطنعة في مصر، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد