سنظل دائماً مبهورين كمواطنين في عالم العروبة وشعوب الرعاع عندما يتعامل معنا كبراؤنا على أننا قطيع مملوكين لهم يمنحوننا القوت متى أرادوا ويهيئوننا للذبح متى ما قرروا... أو متى رفضنا أن نعيش في زرائبهم وقررنا أننا ليس القطيع أو من يظنه الطغاة...ونعلن أننا بشر من حقنا أن نعيش وفق ما خلقنا العزيز الحكيم....أحراراً في الحياة وأحراراً في الرأي وأحراراً في العقيدة والفكر وأحراراً في اختيار من يحكمنا... سيظل الغرب يبهرنا ويقهرنا ويسبقنا ويتفوق علينا... لأن من جاء يحكمنا جاء يبحث عن سعادته ورفاهيته وتعاليه ومجده على حساب حياتنا وسعادتنا وأمننا...فابنه أمير وابنته أميرة وأبناؤنا يكفي المحظوظين منهم أن يحظو بشرف الخدمة عند هؤلاء...
سنظل مبهورين لدرجة الجنون، لأن من يحكمنا يأتي باحثاً عن الأموال والمشاريع الخاصة...يأتي مهرولاً بل راكضاً بأقصى ما تستطيع قدماه من سرعة نحو الخزينة العامة..كي يفرغها في حسابه أو يوزعها على أقاربه... ومتملقيه ومنافقيه والمتمسحين بحذائه أكرم الله القارئين...
بينما يفوز الرئيس الفرنسي بالرئاسة ويعلن أنه سيخفض راتبه الرئاسي وسيلغي الكثير من الامتيازات التي لا تعتبر ضروريات وتدخل تحت مسمى الكماليات أو ما يشبه الكماليات...
ذكرني فاك حماري أهلي...
ذكرني الرئيس الفرنسي مجلس النواب اليمني بأعضائه وممثلي الشعب أو قل بمعنى أصح ممثلي الجيب والسمسرة والمعاملات والمقاولات في فترة سابقه عندما ظل الهرج والمرج والاقتراحات والمناقشات والمداولات والمحاورات لأشهر ولم تكن القضية يومذاك تهم الوطن...أو الشعب الذي يدعي هؤلاء زوراً وبهتاناً أنهم يمثلونه...بل كانت القضية قضية الحقوق المالية والامتيازات التي ينبغي أن يحصل عليها عضو البرلمان أثناء عضويته وإلى أن يتوفاه الله..أو ينتزعه من رقاب العباد انتزاعاً..لأن العضوية أصبحت في عرف النظام يوم ذاك منحة وهبة لشخص..وفرض يتم فرضه على الناس بمختلف طرق الترغيب والترهيب والمنح وتسخر له الإمكانات الهائلة...
وأصبح العضو حاملاً حقة البردقان يساوي صاحب الحقيبة الوزارية سواء أثناء شغله مهامه...أو بعد عودته حاملاً شيلانه..بعد أن قضى فترته لا يفهم من عضويته إلا رفع اليد بلغة الإشارة لدى الصم البكم يرفعها عند رؤية الشلة رافعين أيديهم وينزلها بنفس الطريقة عندما ينزلون أيديهم....في بلاد يقوم اقتصادها على الديون والمساعدات.
لم يفكر زعيم الشلة في تخفيض الإنفاق أو إيقاف أو تقليل هدر المال المجموع بشكل قروض وهبات وشحاتة من أصقاع الأرض...ولم يفكر الذين في البرلمان في اقتصاد الوطن أو حل مشاكله وإنما فكروا بالسير في فلسفة الزعيم وأدوا بالوطن إلى التهلكة وضربوا اقتصاد الوطن الهش في مقتل ولم تزل معاولهم تفعل فعلها حتى اليوم واللحظة... لم ولن يذق الوطن عافية ما داموا يدبون على ظهره... هلا شاهد هؤلاء إن كانت لهم أعين الرئيس الفرنسي في موقفه تجاه وطنه... وسلكوا طريق رئيس كوريا الجنوبية الأسبق الذي لم يجد حلاً للتخلص من نفسه عندما اتهم بالفساد إلا أن يلقي نفسه منتحراً من على قمة جبل؟...هل يمكن لهؤلاء أن يشتموا نخوة هذا الزعيم وجبالنا المرتفعة تمنحهم الفرص للانتحار والتخلص من تاريخهم الأسود والموغل في الفساد حتى ابعد الحدود؟.
علي الربيعي
الرئيس الفرنسي يخفض راتبه والرئيس العربي يسرق وطنه 1803