ليس بالضرورة وحدة موضوعية، لكنها أفكار يمكن أن تكون مفيدة، فلست متفرغاً لكتابة المقال الصحفي أو متخصصاً في الإعلام أو أن لي عائدا من ورائه وإنما هي خواطر تأتي من اعتمال وتوحد تفاعلي مع الواقع والهموم العامة في صفحتي الفسبكية أجمعها على عجل لأهديها أحبتي رفقاء النضال عبر صفحات الجرائد بحسب قبول العبور (من شاطئ الكتابة إلى شاطئ القراءة) هنا أو هناك، فبقدر ما تكون الحواس مفتوحة لقراءة المحيط والكون من حولك يكون إنتاج العقل لأفكار أصلية.
لكنها تحتاج إلى قالب تعبيري على قدر من الجمال وكماله.
ولن تجد شخصاً يمتلك قدرة في التعبير أياً كان كتابياً أو خطابياً إلا وله مقام ويمسك زماماً من اللغة وتطويعها، فتزيد أفكاره جمالاً إلى الجمال في ذاتها وقوة الفكرة التي فيها، فالفكر هو اللغة وما كان سيد قطب مفكراً إلا بعد أن كان أديباً وفقيه لغة وهكذا الدكتور عبد الكريم بكار والدكتور عبد العزيز المقالح والدكتور ياسين سعيد نعمان إلى فتحي أبو النصر.
الساحات والاعتصامات سلاح ذو حدين ولابد من بناء مؤسسات وطنية تقوم على العدالة بأعلى قيمة ممكنة بحيث تصبح متجه كل شكوى واعتراض سواء لشخص أو جهة اعتبارية أو من خلال منظمات.
فالساحات هي حالة استثنائية لوضع كان شاذاً واستثنائياً وليس من أداة إلا قوة الساحات التي عبرت عن إرادة شعب لبناء المرافق المُصغية وأذن شعب (أذن خير) يؤمن للمواطن.
لا أن يعود حسبك الباب والحجاب.
لا زالت الثورة تنزف تضحيات ليس آخرها شهداء السبعين والغموض الذي لا يقل عن الجريمة في بلادة ثورية تجاهها.
فقد كان عبد ربه متقدماً في قراره وإقالة قائد النجدة وأركان حربها وقائد الأمن المركزي ووكيل جهاز الأمن القومي والذي يبدو أن القرار كان مدروساً وليس اعتباطياً وجاهزاً فعملت الحادثة له عملية طلق توليدية.
وليس من الضروري أكثر من ذلك فقد يقول البعض لماذا لم يتخذ قراراً بإقالة الجميع وعلى رأس ذلك يحي وأحمد علي وبالمقابل سيكون علي محسن، وهنا سيكون التطبيق من طرف الثورة وعلي محسن والتمرد من الطرف الآخر يحي وأحمد ولا متكأ عند ذهاب علي محسن وغير ممكن الحصول على شخصية تمسك الفرقة كتوازن أمام التمرد المحتمل بل المؤكد، فما الدور الذي لعبته الثورة وساحاتها والثوار في مثل هذه الجريمة البشعة؟
إن كان هناك من ضرورة لبقاء ساحة التغيير صنعاء على أثرها السلبي على حياة الناس وحركة السير وعائق حقيقي أمام الحكومة في ترتيب أولويات لها فعل ثوري يحقق أهداف الثورة والاستقرار الأمني وهو الأمر الأهم وإلا فإن كرة الثورة تذوب وتتحلل مضاعفة من الحنين إلى الماضي على علاته والصورة واضحة في مصر وأحمد شفيق وأكثر من خمسة ملايين صوت حقيقي ويزيد ولا نكذب على أنفسنا بغير ذلك.
فما الداعي لمثل ساحة خليج الحرية في إب والتي تشكل صورة شهواء وخنقة لحركة السير في المدينة، إب والتجانس واللون الثوري الواحد فلا مجال للمزايدة والبقاء مثل ساحة صنعاء والتخوف من الحوثيين، أو أن الثورة لا زالت بحاجة للساحة في تحقيق باقي الأهداف، ويمكن التحول إلى صورة جديدة من العمل الثوري الفاعل ومكتب للثورة من خلال لجان ذات مهام تخصصية ومتابعة وضع المحافظة ومحاربة الفساد وإقالة أركانه وتمكين الوجيه والشخوص الوطنية التي تمتلك المهارة والفكر والتفاني في خدمة المواطن والوطن.
فلو أن منسوب الوعي والعقيدة الوطنية لدى منتسبي القوات المسلحة والأمن بدرجة ولو مقبولة ما كانت تضحياتنا بالوقت ـ الذي هو رأس مالنا اليوم ولا شيء غيره.
وبدلاً من أن تبذل الحكومة جهوداً في ترميم ما يحدث من تخريب من خلال غياب السلطة وأداة الضبط وهي جهاز الأمن والجيش، عليها ـ أي الحكومة ـ أن تخطو خطوات ممنهجة ومن خلال متخصصين لكيفية استهداف عقل وقلب الفرد منتسب المؤسسة العسكرية والأمنية الذي لا زال مخطوف العقل ومسحور القلب ومعقود اللسان من قبل عصابة الأسرة تستخدم قوته التي يجب أن تكون للوطن وهي عليه الآن واستعادة عقل وقلب الفرد ويعود وطنياً يخدم المصلحة العامة والوطن وتلبية متطلباته وإعطائه حقوقه وتأهيله والاهتمام بصحته ووعيه ومظهره حتى يكون على اقتدار لقيامه بمهامه بجودة عالية وإتقان.
الحكومة عاجزة عن تسويق نجاحاتها المعدودة ومنها أنها صرفت مرتبات الموظفين الجدد وعدد لم يتم توظيف عدد مساو له لسنوات ماضية من العهد البائد وكذلك الجهد ـ الأخبل ـ في إصلاح الكهرباء والذي يعد جهداً في غير محله، فبدلاً من أن يصب في علاج أصل المشكلة والأمن يعالج النتائج وعمر معالجة النتائج ما ينهي المولد لها وسيستمر الاستنزاف للمال العالم من خلال هذه الموالية الغبية ما لم تفكر العقلية المنفذة لها في أصل المشكلة وحلها.
الأمر الآخر وهو أن الحكومة تخفي عن عمد يتحمل عبئه المواطن وعدم الإفصاح عن جهات الإقلاق للوضع والتكلفة في هذا الخط أعظم من الإشارة للعدو الحقيقي للوطن والمواطن وتحشيد الجهد الشعبي والعام في المواجهة الكفيلة بالقضاء على تلك الأيادي الآثمة بحق الوطن والإنسان.
فهل للحكومة حل جذري لانقطاع الكهرباء، أم أنها مكتفية بالمن علينا بالإصلاح المتكرر؟ الخسارة المرتبة من الانقطاعات تعنينا نحن كما هو مطلب الحل النهائي، ويجب أن تفصح الحكومة عن نقطة ضعفها وتقرر ما واجب المواطن تجاه ممتلكات الوطن وحقوق المواطن...
لم يعد صالح مصدر كل شر بقدر ما هو الدمار والحطام في بنايات النفوس التي يجب أن تنتشل من بين الأنقاض ويكون الترميم والتشييد للنفوس كيف تحمل مشروعها نحو المستقبل وهي مهمة كل الفئات النخبوية فلها الشكر مسبقاً.
فمرفق الخدمة وكل ما يجب أن يكون مؤسسة ينتفع من كيانها بحسب سببية وجوده، لكنك لا تجد شخصاً يحمل معاني إنسان ولبنة الحضارة المنشودة والتغيير الذي قصدته الثورة وسقته دماء الشهداء والجرحى، فمباركة الثورة يجب أن تصب في هذا الخلل وإصلاحه وتصلحيه بما يحقق تطلعات اليمنيين، فقد صبروا بما يجعلهم مضرباً لقيمة الصبر فلا أصبر من يمني.
لن ننهض حتى تكون دماء الشباب الزكية النقية آخذة دورها في الحياة بفاعلية، فتكثف وتنضج تجربة رائدة، في الماضي وإلى الحاضر لا تجد شاباً تحت سن الأربعين له تجربته الكثيفة والناصعة في الخدمة العامة، فلماذا الثورة لم تعين مثلاً فتحي أبو النصر رئيساً للهيئة العامة للكتاب في الوقت الذي لا يزال شبق المسؤولية لدى الشيوخ وقبول المنصب من الأستاذ عبد الباري طاهر وهذا ليس تنقيصاً من الأخير وإكبار للأول لكنه مطلب لعرك الشباب في تجارب وتقديم نماذج للنجاح وهنا يمكن الشكر للأستاذ نصر طه مصطفى الذي رفض أن يشغل منصباً في الوضع الجديد لتوفير فرص للشباب ودماء جديدة بحسب تبريره.
دور النخب العلمية والثقافية والأدبية والفكرية أن تعزز ـ من خلال مجهودات هادفة ـ الولاء الوطني في أوساط الشعب اليمني حتى يصبح ثقافة وعقيدة وطنية تسحب البساط عن الولاءات القائمة على أسس عشائرية أو مناطقية أو مذهبية وغيرها من النتنات الجاهلية الطافية على السطح...
كثيرون في صف الثورة لهم ارتباط وظيفي وروائح الفساد تزكم الأنوف منهم وحولهم لم تلامس ثوريتهم واقعهم العملي بمواقف للتصحيح أو رؤى وأفكار ولذا لن تعطي الثورة ثمارها إذا لم تتحول إلى فعل يقود إلى حضارة لها متطلبها الثقافي المُسْلَك...
إحياء ذكرى محرقة تعز بتقديم نموذج البناء والإعمار في شتى مناحي الحياة أن تكون حياة حقيقية وإنساناً بعد أن تحررت تعز من الماضي اللعين إلى رحمة المستقبل المشرق إن شاء الله...
المشكلة في الأيديولوجيات غير المتجددة إلى الأنقى إنسانيا وهو القرب إلى الأدلجة الإسلامية والفطرة السليمة المتطهرة من غبار الزمن ووعثاء السفر الطويل عبر قرون التاريخ الإسلامي، ذلك الإرث الذي أفسد الفطرة الإنسانية السوية السليمة المتوحدة مع جمال الكون وحركته والنص القرآني وصحيح الحديث النبوي على فهم من قواعد العربية وسياق النص ومن يمتلك فقه اللغة فهي الآلة العادلة لتفكيك خلاف الماضي والحاضر وإرساء قواعد للمستقبل.
أرى أن التدين عند بعض الإخوة قد ثَقُل عليهم حتى أفقدهم أنفسهم والنفع لمجتمعهم بما يحملون من نور، فالدين إن شاد غلب صاحبه كما جاء في الحديث.
وأتصور أن مثله كمادة خام لا يمكن استعمالها إلا بعد تخفيفها حتى تكون ذات نفع وفائدة.
طاهر حمود
جريمة الغموض وموضوعات أخرى 1816