منذ زمن وأنا أتمنى عند تصفحي أي صحيفة أن أقرأ في العناوين البارزة أخباراً التمس من سطورها الشعور بالمسؤولية تجاه أي مؤسسة من مؤسسات الدولة سواء كانت المؤسسة التعليمية التي أصبحت مُخرجاتها أشباه متخلفين أو المؤسسة الإعلامية التي تجيد بوقاحة صناعة التزييف بثقافة أبجدياتها التضليل والإقصاء، طبعاً الكارثة العظمى هي المؤسسة القضائية التي ضاعت بأوساط فسادها حقوق الناس ودماؤهم ولكن عندما قرأت في صحيفة الجمهورية بأن مجلس القضاء قام بتكليف النائب العام وهيئة التفتيش بالنزول الميداني إلى المحاكم والنيابات لرفع تقرير تقييمي لأداء هذه الأجهزة قلت في قرارة نفسي الحمدلله بأن مجلس القضاء أفاق من سباته العميق على وسادة الجداول الإحصائية القضائية، فحقاً يحق لي أن أقول صباح الخير يا مجلس القضاء وقبل أن يرفع المكلفون تقريرهم الذي ربما بضيافة القاضي الفلاني وبإكرام رئيس النيابة العلاني لن يصل إلى المجلس إلا وقد حُذفت من سطوره الحقائق هذا إذا كانت قد كُتبت أصلاً وأنا سأسبق التقرير بملاحظة إلى القاضي/ عصام السماوي وسأقول فيها: إذا كان النزول الميداني للمحاكم والنيابات لم يتضمن تقريراً صادقاً تابع مدى الاستهتار بالدوام الرسمي وتحقق من الإدارة العشوائية للقضايا وفي دمدى اللامبالاه في تسيير الجلسات وأعرف الجهود الحثيثة من قبل ممثلي الأجهزة القضائية في عرقلة العدالة، فمع احترامي للمكلفين بتقديم هذا التقرير إلا أنه في هذه الحالة سيكون مُجانباً للصواب ومُجافياً للمصداقية في إيصال الحقائق إليكم, ما جعلني أكتب مُسبقاً عن هذا التقرير وبمنطق يكاد أن يكون يائساً، لأن أوضاعنا تدهورت ووصلت إلى مرحلة لا تحتمل أن نكذب على أنفسنا بأننا قد قمنا بواجبنا وكلفنا من يتفقد الواقع ليقدم لنا في نهاية الأمر صورة معكوسة عن واقعنا الذي لا يخفى على أحد, نحن إذا أردنا بالفعل أن نُصلح حال السلطة القضائية يجب أن لا نتنازل عن المطالبة باستقلال هذه المؤسسة استقلالا تاماً لا يقبل التسيير بقرارات سياسية تخدم أجندة السلطة التنفيذية، فيكفي القهر الذي عشناه في ظل سياسة "جوع شعبك يتبعك" فتضييق العيش على الموطن بالفقر والجهل وضياع العدالة المفتعل لم تعد سياسة معترف بها أو متقبلة في أوساط شعب يُنادي بالمواطنة المتساوية.
*بقايا حبر:
حمص تعويذة حُرية
تقرأ بترتيل شجي
على شيطانها المكار..!!
بشاعة الموت للأرواح
الثائرة تستهوي
غريزة بشار..!!
ورائحة الوحشية تعبق
من أشلاء تطوقها
الشهادة بفردوس الأقدار..!!
وطني غريق بالهموم
وشامي يسكنه أشباح الغموم
نزيف هناك يروي
عطش الكرامة
من كؤوس الأعمار..!!
وصمود هنا يكتم صرخة قهر
تأبى أن تحصد الدمار..!!
فانتفض ياقلمي فيكفي
سكون الضمير خزي
ويكفي صمت الكلام عار..!!