الفقيد الراحل لم يحتمل صدمة حرب 94 م المؤلمة التي حطمت هدفه الكبير(وحدة اليمن) ليحولها نظام صالح إلى هراء، لم يضعها موضع الاهتمام أو التطبيق، فصارت ليست إلا أكثر من وسيلة إعلامية.. هكذا كان يفهم الراحل إنهم على جهل تام بمبادئ الوحدة لأنهم غارقون في منافعهم الذاتية الشخصية المدافعين عنها بأي وسائل شرعيه أو غير شرعية.
لقد قدم نظام صالح الشعب اليمني الموحد إلى الموت في سبيل أغراضه، عليهم جميعاً أن يقاتلوا بعضهم بعضاً ويكون الموت هو الحل الوحيد لبقاء النظام الفاسد.
الضالع موطن الذئاب الحمر التي دوخت جيوش الاحتلال البريطاني لم تستكين ضل وهجها يتوقد وكأن الزمن عاد بها إلى الوراء في غمضت عين, الوحدة في خطر ووسط غابة من الوحوش لابد من تصحيح مسارها.
(برامج الحزب الاشتراكي في كل المؤتمرات نادت وحذرت الوحدة في خطر ولابد من معالجة قضية الجنوب) وللجنوبيين من خلال الحوار الحق بطرح أي صيغه تحدد مستقبلهم ولهم الحق بحرية التعبير في النضال السلمي المشروع .
بكل ملئ الفم نقولها لبعض من كانوا على الرصيف بينما أعضاء الحزب الاشتراكي ومنظماته القاعدية وفئات أخرى من عسكريين متقاعدين وتربويين وشباب في الميدان، فما بالك هم - أي نخب الحزب القيادية- تقدموا الصفوف وتعرضوا للسجون والمحاكمات والملاحقات ومنهم القائد المجرب الراحل/ قاسم الذراحاني كان قدوة بثباته بحزبه ولمجتمع المقاومة الأول في الضالع النسخة الأصل.
من خلال حديثه حرك لواعجهم وشعورهم، فشكلوا معاً إرادة (نواة للرفض) نواة للمطالبة بالسلام والأمان والحرية والعدالة والكرامة، وكان النضال السلمي هو أمضى أسلحتهم اعتصامات اعتصامات مسيرات تلو مسيرات، قابلتهم أجهزة النظام الفاسد وتحت مظلة الدفاع عن الوحدة من قتل إلى قتل في الشوارع, وقصف القرى والمدن ومن سجن إلى سجن وتعذيب إلى تعذيب كل هذه الأمور مجتمعة جعلت الفقيد الراحل في حالة تحرك دائم طالما هناك فساد ولصوص صغار وكبار , حولوا الشرف إلى كلمة فارغة والوفاء إلى عاطفة تثير السخرية والإيمان بمستقبل أفضل شعار مزيف نظام تقليدي أفرز عناصر طفيلية احتلت أماكن لا تستحقها، أساءت بتصرفاتها إلى شكل ومضمون الوحدة .
الفقيد الراحل لم يقف، ظلت حلقات تواصله موصولة، ناضل بلا إعلاء ذات الشأن لذاته, صلابةً وثبات, وضل على تواصل مستمر من خلال حزبه الاشتراكي يتابع أوضاع وهموم بلده ومجتمعه تلك هي اللمسات التي خاطب بها الشيء الحي في حياة الناس ووجدانهم .
إنهُ الذرحاني، يعتبر واحداً من أبرز راسمي خطوط النضال السلمي في الضالع, وقائداً في كل موقع بلا تكلف، فلا غرابة أن يكون للاشتراكي مدرسة في هذه المحافظة تخرج منها هذه النخب القيادية, إنهم مناضلون بلا ادعاء, مناضلون بلا ميزانيات, مناضلون صامتون لا يقبلون الزهو.
الفقيد المناضل/ قاسم الذرحاني - سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني محافظة الضالع، عضو اللجنة المركزية رئيس دورة المشترك حتى وفاته.. إنسانياً في المعاملات، رجلا سخياً بالعواطف تجاه الناس البسطاء عند أحلك الظروف القاهرة التي يواجهونها مع أنفسهم, واحد الذين توارثوا أصالة العقد الاجتماعي ذو الاتجاه الايجابي، كان أباً عطوفاً شغوفاً على بث روح المرح وتهريجية النكتة، وأخاً كبيراً لكل الذين عرفوه, كان تلقائياً سويا.ً
لذا فإن حدود تلك الصور الزاخرة بالمواقف للفقيد تشكل لوحة متسعة تبرز للكل التعامل الإنساني، للفقيد والتزامه الحزبي وثباته فتتجسد لديهم من خلال كل هذه الصور المجتمعية مآثر الأمجاد.. حينها يتيقظ الوعي لديهم باستمرار للسير في الاتجاه الصحيح نحو المستقبل.
× رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية م/الضالع عضو مجلس الشورى للاتحاد, وتنفيذية مشترك الضالع.
عبد الله مقبل السلال
الذرحاني هو الذرحاني 1974