لم يكن إحراق ساحة الحرية بما فيها حدثاً طارئاً أو ناتجاً عن ردة فعل، إذ أن عمل جبان بهذا الحجم شاركت فيه أكثر من خمس جهات عسكرية لا بد له من إعداد وتخطيط وقرار ولأن علي صالح ونجله قائد الحرس كانا يعلمان تماماً الدور الذي لعبته ساحة تعز في تحريك مسار الثورة على مستوى كل الساحات وفي تصعيد الفعل الثوري على حكمهم المستبد ونظامهم الفاسد فقد قررا إفراغ حقدهما وغيظهما وغضبهما على شباب ساحة الحرية بتعز، لأنهما لم يجدا من سبيل ليشفيا غليلهما عن الإذلال والامتهان الذي تعرضا له من قبل المطالبين بإسقاط النظام الفاسد إلا ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق شباب الثورة, وبما أن المستهدف من هذه الجريمة(المحرقة) هو الإنسان الرافض للظلم، الرافض للامتهان، الإنسان المطالب بالحرية والحياة الكريمة.. إذاً فإن إحراق ساحة الحرية بتعز ليست فقط جريمة بحق أبناء تعز وحدهم وإنما هي جريمة بحق كل يمني، بل إنها جريمة ضد الإنسانية.
- أيها الشعب اليمني العظيم علينا جميعاً اليوم أن نحيي الذكرى المؤلمة لهذه المحرقة، علينا دائماً وأبداً أن نحكي عن هذه الجريمة لأبنائنا جيلاً بعد جيل كي يعلم الجميع وتعلم كل الأجيال القادمة مقدار الحقد والكره والعذاب الذي حمله ويحمله علي صالح وعائلته للشعب الذي منحه الثقة والحب واستأمنه على البلاد وثروات البلاد ومصالح العباد طوال ثلاثة قرون ولكنه خان الأمانة..
علينا أن نخبرهم أنه خان الأمانة حين نهب ثروات البلاد , وخان رعيته حين سقاهم الظلم وسلط على ظهورهم صوت الفساد، يقتل فيهم القيم والمبادئ والأخلاق والإنسان, فحق عليه وعلى أبنائه قوله تعالى "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ .....)( فأي فساد أعظم من فساد صالح وعائلته؟ وأي جريمة أعظم في حق الإنسانية من محاصرة ساحة يقطنها آلاف البشر ثم الإقدام على إحراقها بما فيها؟.
رسالة إلى محافظ تعز:
نذكرك في ذكرى جريمة إحراق ساحة تعز بأن بعض المشاركين في هذه الجريمة لهم مكاتب تجاور مكتبك في مبنى المحافظة، فباسم الإنسانية أجيبونا هل يقبل هذا إنسان حر..؟.
sohmb@hotmail.com
صلاح نعمان
جريمة ضد الإنسانية 1989