;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

حرية الإعلام أم حرية الهدم؟!! 2160

2012-05-27 14:12:01


قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً" (النساء 83).
الآداب الإسلامية آداب إنسانية راقية، وتمثل روح الإسلام، وقد قال "صلى الله عليه وسلم": إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " والشريعة ترعى المصالح العامة للأمة بوضع آداب عامة لصيانتها ، وقد وردت العديد من النصوص في هذا الشأن لأهميته وحساسيته، ومنها النصوص الواردة في أدب القول ونشر الخبر،فهذه الآية الكريمة تقعد لهذه القضية والتي أضحت بلاء استفحل أمره وظهر فساده، وصار واجباً في هذا الظرف الحرج الذي يمر به الوطن أن يعاد النظر في قضية الحرية الإعلامية اللامحدودة ..
حرية الإعلام في الواقع الغربي الذي جاءت من لدنه ليست سوى كذبة كبرى فليس كلما يعلم يقال هنالك !
بل السياسة الإعلامية المتواطأ عليها من الجميع تسير متواكبة مع المصالح العليا للدولة،وويل لمن يتجاوز ذلك!! والشواهد كثيرة .. وربما أن الكثيرين لا يعلمون بأن صفحة الفيسبوك التي ظهرت من قريب قام باختراعها شاب يهودي في القرن الماضي، ولم ترَ النور سوى في هذه الحقبة من الزمن!.
القوم يخططون ويحسبون حساب كل خطوة إعلامية، وكل كلمة يتفوهون بها، وكل حادثة تظهر للإعلام تكون معلومة، مدروسة مسبقاً, وحتى أسرار" ويكيليكس " ليست سوى لعبة جديدة يستعملونها بذكاء كورقة ضغط على هذا وذاك، ولتسيير بعض الخطط في اتجاه معين!!.
كل شيء عندهم يسير وفق خطط إستراتيجية مرسومة بعناية،وهم يفعلون ذلك من منطلق مصالح دنيوية يعدونها قيماً عليا لهم، ونحن في ديننا الحنيف ثمة قيم عليا سامية نزل بها تشريع سماوي، وتنبثق منه مبادئ أصيلة لا يجدر بنا الحيدة عنها قدر أنملة .
يقول عز من قائل في محكم تنزيله، مهدداً ومتوعداً أهل الإرجاف والقلاقل: "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا" (.الأحزاب 60_62) وفيها تجويز للحاكم بإبعاد كل من يرجف بالأكاذيب ضد مصلحة وطنه وأمته ويبث الرعب في قلوب الناس, ويحرمهم الأمن النفسي, ثم إنه جل وعلا لعنهم على فعلهم هذا وأباح للنبي " صلى الله عليه وسلم " إن هم لم ينتهوا عن فعلهم الشنيع هذا قتلهم!.
حرية الإعلام لا تعني بث القلاقل بين الناس واتهام الشرفاء وممارسة العنف الكلامي ضد الآخر، والرمي بالعظائم دون دليل،وإثارة الفتن والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد .. قناة تدعي أنها رمز لليمن اليوم " تسعى هي وأخواتها " بحدها وحديدها لقتل اليوم والغد، ولا هم لها سوى صب الزيت على النار والإرجاف على المواطن البسيط بالأكاذيب،وقلب الحقائق، ولي أعناق النصوص،والدعوة للانقلاب على منجزات الثورة السلمية الشبابية والعودة بالوطن للمربع الأول .. تراهم يداومون على تدبيج المديح للماضي الأسود الكئيب وادعاء محاسن له لم ينزل الله بها من سلطان ويدعون وبكل جرأة وصلف لعودته! يتمرغون في أذياله ويتبتلون في محرابه ..ذاك الزمن المليء بالشؤم, والمخلوع عن رقبة الوطن بشدة وعناء ودماء وصبر وجهاد لا نظير له!.
قنوات جدير بالقائمين عليها الخجل من أنفسهم،وتحكيم ضمائرهم الوطنية فيما يبثونه ويقولونه.
 أكلما هدأت النفوس وانطفأت نار الأحقاد عدتم وأشعلتموها من جديد؟ أما فيكم رجل رشيد؟؟ أرجفتم في قضية شهداء السبعين وطالبتم الحكومة بالاستقالة وشنعتم على رئيس الوزراء لسفره لحضور مؤتمر أصدقاء اليمن ..وكأنا لا نشهد مقتل العشرات من الجنود وأفراد القوى الشعبية كل يوم في مواجهة القاعدة في محافظة أبين!.
فما بالكم وهؤلاء وفي هذا التوقيت بالذات؟؟! أدمنتم اللعب بالأوراق حتى صيّرتم دماء الأبرياء وأشلائهم ورقة للعبكم القذر!!.
كانت عباراتكم وتحريضاتكم تكشفكم وتعريكم تماماً وصدق فيكم قول القائل: (يكاد المريب أن يقول خذوني)!!.
حديث رئيس الجمهورية في خطابه عشية 22من مايو الماضي عن ترتيب أوضاع الإعلام كلام صحيح وفي الصميم، ولابد من اتخاذ قرارات في هذا الشأن، ولا يجدر بأي إعلامي وطني الوقوف ضد ترتيب أوضاع القنوات الإعلامية بكافة أنواعها في اليمن،فقد اتسع الخرق حتى يكاد ألا يرقع!! وظهر نوع من الإعلام الأصفر الهدام الذي يجدر بنا جميعاً الوقوف خلف الحكومة للحد من شروره.. وقد روي في الأثر ( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) .
إصدار قوانين تهذب السلوك الإعلامي أمر جيد،وسيقول البعض بأن التملص منه أمر ميسور على من ماتت فيهم المروءة وتلاشت قيمة الوطن في وجدانهم أمام رنين الذهب، غير أن مالا يدرك كله لا يترك جله، وبعد ذلك وقبله يبقى الدور الهام والحيوي للمصلحين والمربين في العمل على خلق أجواء من الأدبيات العامة وبعثها من وسط النصوص وتصييرها ملكة راسخة في وجدان المتلقي، وسلوكاً حضارياً معاشاً تمارسه النخب أمام الناس، وفكراً نقياً يبثونه في مناهجهم وعبر وسائل الإعلام الوطنية الشريفة، ليميز بعده المواطنون الغث من السمين وتتولد لديهم تصورات منطلقة من ثوابت الدين لما يصح ومالا يصح من القول..ويدركون أثر الكلمة على حياة الناس في دنياهم وأخراهم .. فقد رتب الله جل وعلا صلاح العمل على صلاح القول فقال عز من قائل: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم" (الأحزاب 70).. وقال "صلى الله عليه وسلم ": وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد