لقد فاق مجتمعنا اليمني في الحادي والعشرين من مايو على فاجعة مؤلمة كانت كالطامة على شعبنا ككل..
تفجير شيطاني يحصد أرواح العشرات ويسقط المئات جرحى في حادثة ممنهجة لتدمير وسحق اعتبار الإنسان اليمني عامة وجيشه وأمنه ككل.
إن كل تلك الجثث وتلك الدماء التي أغرقت ميدان السبعين لا يمكن أن تنسى من ذاكرة المواطن اليمني لعشرات السنين, المخطط التدميري لكل ما هو موجود والذي يعمل عليه النظام السابق بالتعاون من الشياطين جعلنا في مواجهة احتمالات الموت الممكنة ونحن نتصدى له...
إن المغدورين من إخواننا في الأمن المركزي وقوات الأمن وبعض وحدات الجيش سواء في منطقة أبين وضواحيها وبعض المحافظات، هم الشرف الحقيقي لهذا الوطن الذي يدافعون باستماتة من أجل إخماد التدمير وإخراج العابثين بأمن واستقرار الوطن من بلادنا في لودر وزنجبار ولهذا لن ننسى كل تضحياتهم التي سطروها بدمائهم على تراب هذا الوطن.
إن هذه الأحداث والجرائم التي تتعرض لها قواتنا المسلحة والأمن من قبل أنصار شريعة الموت والأحزمة الناسفة لم تكن لتحدث لولا تسهيلات حقيقية يقدمها العائلة الحاكمة وبعض مناصريها في الجيش والأمن والاستخبارات، غدر وخيانة جبانة كما وصفها الرئيس هادي لا يمكن السكوت عليها،
وقد توضحت هذا الخيانة والتسهيلات وبصورة جلية في أكثر من موقف، أولها التسليم المباشر للمناطق والمحافظات والمعسكرات بعتادها إلى هذا الجماعات المتطرفة في نشر القتل والفوضى وأخرها ما حدث في 21 مايو من مجزرة إرهابية وفي وسط العاصمة صنعاء وفي الحدود المسيطر عليها أمنياً واستخباراتياً بقايا الوحدات العسكرية والأمنية من قبل الرئيس السابق وفي وقت كان سبق التهديد بحدوث مثل هذه الجريمة.
إن بعض الوقائع لكثير من الشباب حول حادثة تفجير السبعين جميعها منطقية وتثبت الخيانة العظمى للجنود في الأمن المركزي، إمكانية اختراق وحدات أمنية من قبل عناصر انتحارية لا يمكن أن تكون إلا بتسهيل اختيار هذا العناصر الانتحارية ضمن وحدات العرض العسكرية المقرر القيام به في عيد الوحدة، أمر ليس بالصدفة دخول الانتحاري منطقة محمية أمنياً من قبل القوات الخاصة وهو محمل بعشرات الكليو غرامات من المتفجرات إلى مناطق البروفات العسكرية، أمر فيه خيانة عظمى بلا شك التسيب في أداء التفتيش الأمني للمنطقة مقصود،السماح للمارة بدخول منطقة الجريمة بعد ارتكابها بساعات هو مقصود لمحاولة طمس بعض آثار الجريمة وكثير من التساؤلات التي طرحها بعض شباب الثورة أو المحللين السياسيين لمحاولة تفسير ما حدث تشير بأن علي صالح وأبنائه وبعض الضباط المناصرين هم متهمون رئيسيون مثل القاعدة تماماً..
لقد استطاع الرئيس السابق أوجاعنا بشدة بهذه الجرائم المتواصلة من قبل وسيستمر في حال ظل طليقاً لا يُُجَرم عن كل جرائمه، إن قانون الحصانة هو اللعنة الأعظم على هذا الشعب، حيث لم يزد القاتل إلا رغبة في القتل وبأساليب أقذر من السابقة.
إن استمر الرئيس السابق متواجداً على الأراضي اليمنية ولم يتم القبض عليه أو التخلص منه بأي طريقة سيجعل مسلسل الموت مستمراً..علينا التخلص منه حتى نستطيع أن نتجنب الموت المحيط بنا من كل مكان وعلى هادي أن يتحمل مسؤوليته في حماية هذا الشعب وصون حياته وعليه أن يكون قوياً في هذا حتى يستطيع تنفيذ مهامه.
إن استمرار القوى العسكرية والأمنية منقسمة ومغروسة بالقيادات الأسرية والمناصرة لها سيجعل علي صالح قادراً على تنفيذ مخططات الموت التي يحيكها وبسهولة على هادي الإسراع في إنهاء الانقسام وإعادة الهيكلة.
هاشم الابارة
21 مايو الخيانة الكبرى 1592