لن أتحدث عن مجازر السبعينات ولا الثمانينات والتسعينات ولا عن اغتيال قادة الفرق العسكرية وسحلهم ولا عن اغتيال الرموز الوطنية الحمدي وسالمين وغيرهم، لكني سأكتب عن فئة ترى أن قتل الشعب هو الوسيلة المثلى لبقائهم على كرسي الحكم، سأتحدث عن عام وثلاثة أشهر من المجازر وتدمير القرى والمدن ابتداءً من جمعة الكرامة ومروراً بمحرقة ساحة الحرية ومجازر بنك الدم وكنتاكي وساحات الحديدة وإب والقتل المستمر في الصمع وأرحب ونهم وبني جرموز وتعز والمكلا وتصريحاً على مجازر دوفس وقتل الجنود في عدن وصعدة ولودر وقتل الشباب في حجة ومأرب وأخيراً مجزرة السبعين التي خلفت مئات الشهداء والجرحى من أبناء القوات المسلحة والأمن، كل هذه المجازر والجرائم التي تقشعر لها الأبدان مرتكبوها فئة واحدة مجرمون احترفوا الإجرام وإن اختلقت تسمياتهم ما بين قاعدة وبقايا فساد وأنصار الشريعة وجند الله وبلاطجة أو قطاع طرق وانفصاليين أو حوثيين، تعددت الأسماء والفاعل واحد، كلها تسميات في محاولة للتضليل وإيهام الشعب أن الأعداء كثر ولتقسيم الدماء المراقة بين كل تلك التسميات، ثم يضيع الفاعل الذي يجب أن يقف أمام العدالة لتقتص منه.. نعم القاتل معروف ويكاد يقول ما انذا بتمرده على الشرعية الشعبية المسنودة بالشرعية الدولية في محاولة لإعاقة الانتقال السلمي للسلطة ولؤاد حركة التغيير المنشودة، بعد أن ترسخ لديهم وفي مخيلتهم أن اليمن حق مكتسب لهم ولا ينازعهم فيها أحد وإن كان الشعب.. لقد استخدموا القتل بكل صوره وبأبشع أساليبه ليخلطوا الأوراق ويثيروا الأحقاد ويزرعوا الفتن ليحافظوا على ما تبقى لهم من نفوذ ولن نتفاجأ إذا ما استخدم أنصار الشريعة الطائرات العمودية أو طائرات ميج 25، فقد استخدموا الدبابات الحديثة والصواريخ في أبين والتي لا يمتلكها سوى الجيوش النظامية، فلم تعد الصورة ضبابية كما كانت، فقد اتضحت الرؤية والشعب قد حدد أهدافه ومن أولوياتها اجتثاتهم مهما كلفها ذلك من ثمن وإذا كانت دماؤنا غالية فإن الوطن وحريته أغلى وترخص أمامه التضحيات وسيدفع الشعب هذا الثمن مكرهاً لتشمخ شجرة الحرية التي رويناها بدمائنا الزكية وحتماً سنسوق القتلة للعدالة وسترفع عنهم الحصانة ويعرف الفاعل والآمر والمتآمر ويتخذ بحقهم حكم الله وستبقى اليمن حرة وموحدة بفضل الله وبرجالها الأوفياء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
عمر علي الدبعي
مجازر.. من يرتكبها؟! 1984