عظيمة هي يمننا بتاريخها وشعبها الأصيل، فهم جزء من الأرض ورائحة التاريخ ومذاق الإتحاد والوحدة، لقد حافظوا على وحدة هذا التراب منذ أمدً بعيد، وسالت دماؤهم على هذه الأرض الطيبة لترفع علم الشموخ والانتصار على مدى عقود وعهود طويلة زاخرة بأمجاد هذا الشعب من البواسل.
فكلنا أخوه بوحدة الدم والأرض والتاريخ، تتأصل في نفوسنا نفس العقيدة، وهى الإيمان بالله ونبذ الحروب ونتنفس جميعنا نفس المفاهيم السمحة التي تحض على الكراهية والتناحر، فالإسلام دين السلام والإخاء والمحبة، وعلى الأرض نحيا بالمحبة والسلام.
وحدتنا هي أصل عراقتنا والتاريخ شاهد على العصر، فاليمن عرفت بالوحدة الوطنية وكانت هي المسار والفلك الذي تبعته كافة الشعوب.
تعد الوحدة اليمنية ركيزة من ركائز هذا الوطن وأساساً من أسس تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته. إذ تُظهر لنا الوحدة اليمنية قصة التلاحم بين أبناء هذا المجتمع من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا.
ولها دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، ونشر المحبة بين الناس. وقد تميزت وحدة شعبنا بأنهم يدينون بالدين الإسلامي ولله الحمد وهو من أهم الروابط التي تجمع سكان أي مجتمع من المجتمعات.
قال تعالي(( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تفرقوا))
ومن مقومات الوحدة اليمنية نشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن، ونبذ العنف والشقاق والخلاف، ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف، لأنها جزء مهم من قيمنا الوطنية وهي من القيم التي يحتاجها أبناء مجتمعنا كباراً وصغاراً، كيف لا وقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الأذى من الطريق وبنشر الابتسامة بيننا.. وان الابتسامة في وجه الآخر صدقة، وان رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام هو خير قدوة لنا، كما أننا مطالبون بنشر لغة التسامح بيننا، وأن الله بعثنا مبشرين وليس منفرين. وان شعارنا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. وان ننشر لغة الحوار بيننا كأفراد وجماعات. وان نشعر أبناءنا بأن الوطن هو وطن الجميع، لأن من يعيش على أرض هذا الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه وخاصة أن من يعيش على أرض هذا الوطن يدين بالدين الإسلامي ولله الحمد، وان كل منا عليه واجبات وله حقوق.
وتعد مشاركة المواطن في تطوير وطنه والمحافظة على استقراره وإنجازاته ومحبته لأفراده ولقيادته ولعلمائه مقوماً هاماً من مقومات وحدتنا الوطنية، وتتجلى وطنية المواطن من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والزمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه.
كما تعد حماية البناء الداخلي ممن يحاولون هدمه أو إعاقته واجباً على كل فرداً إذ أن الوطن للجميع وحمايته ليست فقط من مهام رجال الأمن دون غيرهم بل كل مواطن رجل أمن للحفاظ على جبهتنا.
ومن مقومات وحدتنا اليمنية محبتنا لوطننا لأن هذه المحبة طبيعية لا يمكن ان تستغرب من أي شخص يعتز بوطنه ويفاخر به كيف لا وهذا الوطن هو مصدر سعادته ومصدر فرحه ومصدر استقراره.
ومحبتنا لوطننا تختلف عن محبة كل الأوطان الأخرى والسبب واضح لكل باحث عن الحقيقة وباحث عن المعرفة.
ويجب علينا تنمية الوحدة الوطنية في قلوب أبنائنا من خلال العديد من القنوات وفي جميع المجالات.
حيث تعد وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية الوحدة اليمنية وحب الوطن في قلوب أبناء شعبنا وذلك من خلال إعداد برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد واختيار المادة الإعلامية المناسبة، وزيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة ودورهم تجاه وطنهم، وإعداد برامج توضح الدور المطلوب من كل مواطن تجاه وطنه من الناحية الأمنية ومن الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية.
ويقع على عاتق الأسرة دور كبير في تنمية الوحدة اليمنية في قلوب الأبناء منطلقين من أن الحوار من أجل الوطن.
هذه من أبرز مقومات وحدتنا الوطنية اليمنية التي يعمل الجميع على تماسكها وإبرازها للجميع انطلاقاً من أهمية التعاون والتكاتف والترابط والتراحم والتلاحم بين أبناء الجسد الواحد لتحقيق نعمة الأمن التي هي من أهم النعم علينا بعد نعمة الإسلام وهي مفتاح لتحقق النعم الأخرى التي نعيشها من تعليم وتطور اقتصادي وتطور صحي وغيرها من النعم الأخرى، حفظ الله وطننا من كل مكروه وسوء وأدام علينا وحدتنا الوطنية إنه سميع مجيب..
رائد محمد سيف
مقومات الوحدة اليمنية 1942