لا شك ولا ريب أن الموقف الإيراني من مشروع الاتحاد الفيدرالي بين السعودية والبحرين ومشروع الاتحاد الخليجي، ليس تدخلاً في الشؤون الداخلية لدول الخليج أو استقزازاً لها فحسب وإنما موقف غاية في الفجاجة والوقاحة، الوقاحة السياسية والفجاجة الإعلامية، ومحاولة الوصاية على المنطقة وفرض سياسة الأمر الواقع والتدخل السافر.
القضية مسألة داخلية تخص دول الخليج العربية، حيث عُرض على المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون مشروع تحويل المجلس من التعاون إلى الاتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي وهذا من حق هذه الدول، بل هو الواجب عليها وقد تأخرت عن ذلك كثيراً، وقد حان الوقت لقيام الاتحاد الخليجي، والشروع في الخطوات الأساسية لذلك، وليس لأحد كائناً من كان رفض ذلك والوقوف ضد تنفيذه وخاصة إيران التي تشكل تهديداً حقيقياً لدول الخليج، وهي في الأساس لا تعترف بمجلس التعاون لدول الخليج وتقف ضد أي تقارب بين دوله، وتسعى إيران جاهدة لتقسيم المقسم وتجزئة المجزى.
والمسألة الثانية تتمثل بمشروع اتحاد فيدرالي بين السعودية والبحرين وهذا أمر يخص البلدين، وهو أمر هام وحيوي وضروري في هذه المرحلة، والأصل أن الجمهورية "الإسلامية تدعم وتشجع أي تقارب أو اتحاد من أي نوع بين أي دولتين عربيتين وإسلاميين، لا أن تقف ضده وتتدخل فيه بكل وقاحة وفجاجة، وهذا ما ظهر من خلال تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الكبار الذين قالوا إنهم لن يسمحوا بإقامة مثل هذا الاتحاد الفيدالي بين الدولتين ـ السعودية والبحرين!.
ثم وبالتزامن مع هذه التصريحات الرسمية للمسؤولين الإيرانيين يشن الإعلام الإيراني والشيعي حملة شعواء ضد السعودية والبحرين وبقية دول الخليج العربي بصورة عجيبة وأساليب قبيحة وعيارات استفزازية تدل وتعبر عن مدى الإسفاف الإعلامي والسفه السياسي والإفلاس الأخلاقي، مع العلم أن إيران تزعم وتدعي أن البحرين محافظة من محافظاتها وجزء من الدولة الإيرانية، وهذا له علاقة بالموقف من الاتحاد الفيدرالي بين البحرين والسعودية، حيث أن مثل هذا المشروع لو تحقق سوف يسحب البساط من إيران بخصوص مزاعمها ودعاويها تبعية البحرين لها، كما أن مثل هذا الاتحاد سوف يفتح آفاقاً يواسعة للعمل الخليجي المشترك والاتحاد المنتظر، بما يحقق المصلحة العامة لبلدان شعوب المنطقة، رغم أنف إيران وحزب اللات وآيات الشيطان والوقوف والتصدي للمشروع الفارسي الرافضي والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
عبد الفتاح البتول
التدخل الإيراني في الشأن الخليجي.. وقاحة وفجاجة!! 1964