;
منير علوان
منير علوان

الموساد تدعم الأسد نكاية بتركيا 2176

2012-05-18 01:55:02


قد يرى البعض أن هذا القول يبدو مجافياً لمنطق الواقع إذا ما أخذنا بالمعطيات التي نعرفها في أن "سوريا" هي زعيمة تكتل الممانعة "للتطبيع مع إسرائيل"، طبعاً وهذا ما تدرجنا على سماعه وتداوله "سياسياً وإعلامياً" على الواقع، لكن السياسة لها أوراق دائماً ما تكون تحت الطاولة وهذه الأوراق هي التي تحسم الأمر في نهاية المطاف "نصراً أم خسارة"، فعند النظر إلى العلاقة بين تركيا وإسرائيل كيف كانت قبل أن يصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، فسنجد أنها كانت علاقة وطيدة وإستراتيجية وقوية وفي شتى المجالات وبالأخص الجانب العسكري والأمني، حيث كانت هناك تدريبات عسكرية مشتركة ومناورات على شتى أصناف الأسلحة المتواجدة لدى الجانبين، بالإضافة إلى التنسيق الأمني الرفيع بينهما أيضاً، إلا أنه عندما حدثت تلك القصة المعروفة لدى الجميع وهي اعتداء القوات الإسرائيلية على "قافلة الحرية" وهي في المياه الدولية قبالة شواطئ غزة، هذا الموقف الذي لم تستسغه تركيا ممثلة برئيس وزراءها رجب طيب آردوغان الذي كانت تصريحاته بشأن هذه العملية قوية ومدوية، حيث أكسبته هذه المواقف شعبية كبيرة لدى الشارع العربي والإسلامي والعالمي أيضاً، إلا أنها في نفس الوقت وضعت عليه دائرة حمراء لدى أركان الحكم في إسرائيل، حيث بدأ الإسرائيليون يعدوان العدة لإسقاط آردوغان بشتي الطرق، لكنها فشلت أمام الشعب التركي سليل الإمبراطورية العثمانية العملاقة، وقد رأينا كيف أن الشعب التركي التف حول قيادته الحكيمة بتلك الصورة المدهشة والرائعة في نفس الوقت وأحبطوا المؤامرة تلو المؤامرة الساعية للانقلاب على حزب العدالة والتنمية عبر الجيش وجميعنا شاهدنا كيف استطاعت حكومة أردوغان التعامل مع تلك الأحداث بكل هدوء وسلاسة وقدمت تلك الأطراف للمحاكمة بشكل ناضج وحضاري.
من هنا بدأ الحقد الإسرائيلي يشتد على تركيا، فعندما اندلعت الأوضاع في سوريا وبدأت الثورة في الاتساع كان للحكومة التركية موقف واضح منها، حيث انحازت تلقائياً إلى الشعب السوري وبدأت تطالب النظام السوري بالرحيل، وهنا توترت الأوضاع بشكل رسمي بين تركيا وسوريا، فوجدت إسرائيل ضالتها وهي التي كانت تسعى لإدخال تركيا "جحر الأفعى" كما يقال وإرباكها عن طريق فتح جبهات متعددة لها في الداخل "الأكراد والقاعدة" وفي الخارج "سوريا والعراق وملف الأرمن" وهنا وقفت إسرائيل بكل ثقلها الإقليمي والدولي مع النظام السوري "حامي حماها" عبر عقود طويلة ورمت بثقلها داخل المؤسسات الدولية واستطاعت أن تجعل الأسد يقوم بضرب الثورة بشكل أكثر عنفاً ودموية دون أن تطاله يد القانون الدولي ومن يظن أن روسيا والصين هما من تعرقلان إصدار قرارات شديدة في حق سوريا، أعتقد أنه مجافٍ للمنطق والفراسة السياسية، فكلنا شاهدنا كيف تعامل حلف الناتو مع الزعيم الصربي "سلوبودان ميلوزوفتش" وهو حليف قوي لروسيا، حيث دكت قوات الناتو معاقله دون خوف من ردة الفعل الروسي.
من هنا يتأكد لنا أن إسرائيل استطاعت أن تضغط على الولايات المتحدة وحلفائها بعدم تصعيد ملف سوريا في مجلس الأمن ووضعه تحت البند السابع لما من شأنه التعارض مع المصالح العليا للإسرائيليين والأميركان معاً، فإسرائيل لا تريد تركيا إسلامية قوية، لأن هذا من شأنه وضع جدول زمني لنهاية الصلف الصهيوني وبالتالي، فلابد أن تبقى تركيا أقل حضوراً وتأثيراً في هذا المشهد.. وبالنسبة لأميركا وحلفائها لا يريدون تركيا قوية أيضاً، لأنهم لاحظوا القوة الاقتصادية الصاعدة بقوة في تركيا وبدأوا يلاحظون أيضاً ويدركون مدى قدرة حزب العدالة والتنمية "الإسلامي" وقيادته على جعل العالم العربي والإسلامي، ينظر إليها بإعجاب منقطع النظير.
من هنا بدأت التوجهات الغربية تتخذ منحى آخر نحو تركيا وتحجيم دورها في المنطقة.. ابتداءً من عرقلة توجهاتها في حسم الأمور في سوريا وذلك بإحباط كل المشاريع التي تبنتها تركيا بِشأن الثورة السورية وإظهارها أمام العالم أجمع والإسلامي بشكل خاص بأنها أقل من أن تقود عملية تغيير داخل قطر صغير يجاورها، وكل هذا في رأيي عائد في الأساس إلى الدور الإسرائيلي.. لكن القيادة التركية تعاملت بحكمة مع هذه المستجدات حين أدركت أن هناك مؤامرات تحاك ضدها أوقفت تلك التصريحات الحادة بشأن سوريا وبدأت تدير المسألة بطريقة غير مباشرة، بعكس موقفها في بداية الثورة، حيث كانت في مقدمة التي تبنت موقفاً شديداً ضد النظام السوري.
من هنا يتبين لنا كيف هي السياسة حينما تكال المواقف بعدة مكاييل وبحسب المصالح، كما تبين لنا أيضاً زيف الإدعاءات التي يروجها البعض بأن سوريا هي الحامية للعروبة والقضية الفلسطينية، وهي في الحقيقة إحدى الركائز والقواعد التي تعتمد عليها إسرائيل في بقائها مقابل بقاء الأنظمة المستبدة هذه على سدة الحكم إلى ما يشاء الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد