تمثل اليمن اليوم بقيادة المشير هادي جغرافيا الأمل، ليس لليمنيين فحسب بل للمنطقة، فالأمل اليوم ضرورة حياتية لهذا الوطن الذي يعيش أياماً حاسمة في تاريخه المعاصر، يتطلع فيها لغد مشرق، متجاوزاً ظلام الطاغية، وظلمات الطغيان، وهذا الأمل يرتكز على الركائز الآتية:
- توازن القرار.
- ميزان القرارات.
- الاتزان الواعي.
فأما توازن القرار فتأتي جغرافيته من مراعاة تضاريس الظروف المحلية والخارجية متجاوزاً مناخ اللحظة الآنية وإلى الحقبة المستقبلية، لقد عرفت اليمن ثلث قرن من الارتجال، وثلاثاً وثلاثين سنة من التعجل والاستعجال، وآن الأوان أن يكون القرار طويلاً في صناعته، حاسماً في تنفيذه، وتلك معادلة أثبت الرئيس المنتخب تمكنه منها حتى اللحظة، فهو يرفض التراجع عن القرارات، تاركاً عبارات التهديد بالقول إذا أردت أن تطاع، فأمر بما يستطاع، معلناً أن اليمن يستحق أن يقدم حياته في سبيل الله لأجل اليمن، ومعلناً أن الالتفاف على قرارات الرئيس ضرب من المحال، فالقرار المدروس يصدر لينفذ وليس لأي شيء آخر.
وأما ميزان القرارات فتتحدد جغرافيته في القدرة على استيعاب ملامح المكان والزمان، فليست الأمور سواء في أهميتها ولا تقدير القيادة السياسية لها، إن المخاطر التي تواجه اليمن عديدة وتأتي في مقدمتها مخاطر جماعات العنف والإرهاب المسلح وبقايا المخلوع.
وهو ما دفع بالرئيس إلى اعتبار تحرير اليمن من وباء القاعدة أمراً لا تراجع عنه، وبذلك وضع يده على النقطة الساخنة في حياة اليمن فتخليص اليمن من الإرهاب وقاعدة المخلوع هو الهم الوطني الأول وهو ما دفع بجماهير شعبنا العظيم إلى الالتحام مع جيشنا البطل في التصدي لهذه الجيوب التي تشوه الدين واليمن.
وأما الاتزان الواعي فأهم مظاهره غياب الضغط الجوي المتقلب المزاج، فالرئيس هادي يسير وفق رؤية واضحة يحددها بنفسه ويرفض أن يكون المخلوع آية الله العظمى الذي تصدر القرارات منه وتعود إليه.
إن الاتزان الواعي الذي يتميز به الرئيس هادي قد تمثل في تكامل دوره مع دور رئيس الحكومة وهو ما يعني أن اليمن مقبلة على عهد جديد هو الأمل ليس لليمن فحسب، بل وللمنطقة كاملة وما ذلك على الله بعزيز.
د. محمد عبدالله الحاوري
جغرافيا الأمل 1972