في غضون ثلاثة أيام وصلتني ثلاث دعوات للمشاركة في المهرجان الذي سيقام يوم 27/5/2012م للتنديد والتذكير بمرور سنة كاملة على نزوح أبناء زنجبار من مدينتهم وتسليمها للمسلحين، والغريب أن تلك الدعوات لا تتفق على مكان المهرجان ولا الهدف منه!، وربما هذا هو السبب الرئيس في إطالة نزوح أبناء أبين من محافظتهم ، فهم للأسف الشديد غير متفقين على شيء سوى الاختلاف فيما بينهم!.
طوال فترة النزوح في محافظة عدن ولحج تشكلت العشرات من المجالس الأهلية والجمعيات الخيرية، وكل مجلس أو جمعية يدّعي أنه الممثل الوحيد والحصري لأبناء أبين، وهم للأسف الشديد يبحثون عن مصالحهم وحب الظهور والرئاسة، نحن لا نريد هنا أن نقلل من جهود الآخرين وأعمالهم ، ولكن واقع الحال يقول ذلك، ولعل ممثلي المحافظة وتسابقهم على الجزئيات وترك المشكلة الرئيسة يذكّرنا بجدل أهل "أسبارطة" البيزنطيين حين كانت الجيوش تدك حصون مدينتهم وهم يتجادلون حول جنس الملائكة، وهو ما عرف في التاريخ بالجدل البيزنطي!.
إن اجتماع الكلمة ولمّ الشمل بين جميع القيادات والشخصيات الاجتماعية الممثلة لمحافظة أبين هو الحل الوحيد والأكيد لعودة النازحين إلى محافظتهم وحل تلك المشكلة العويصة التي يبدو أنها أكبر من كل تنظير وفلسفة، أقول هذا الكلام وأنا أشعر بخيبة أمل وحسرة، بسبب اللقاء الأخير بفخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي، والذي شاركت فيه بعض الشخصيات الممثلة للمحافظة، والتي نقدرها ونحترمها، ولكن في المقابل لم تتم دعوة شخصيات ووجاهات اجتماعية لها وزنها في المشهد الأبيني، وهذا يدل على أننا مازلنا نمارس سياسة الإقصاء والتهميش التي كان يمارسها النظام السابق.. لوجه الله اتحدوا يا أبناء أبين من أجل محافظتكم وبعد ذلك لكل حادث حديث.. والله من وراء القصد.