جاءت المناظرة التلفزيونية الشهيرة والتاريخية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية الدكتور/ عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور/عمرو موسى، جاءت مؤكدة لنتائج استطلاعات قياس الرأي التي حصل فيها المرشحان على المركزين الأول والثاني، وتقدمهما على بقية المرشحين الثلاثة عشر الآخرين.
وحسب استطلاعات الرأي العام التي أجرتها عدة جهات إعلامية وبحثية فإن المراكز الخمسة الأولى يتنافس عليها كل من: عبدالمنعم أبو الفتوح – عمرو موسى – أحمد شفيق – محمد مرسي – حمدين صباحي.. وبالتالي فإن هؤلاء الخمسة هم المرشحون المتنافسون حقيقة وواقعاً على منصب رئيس جمهورية مصر العربية، وكما هو واضح فإن تقدم أبو الفتوح يدعو للدهشة والعجب، خاصة وأنه تقدم على د.محمد مرسي - مرشح الإخوان المسلمين، بل إن قياس الرأي العام يجعل مرسي في المرتبة الرابعة وفي أحسن الأحوال في المرتبة الثالثة، مما يجعل من فوزه صعب إلى حد كبير..
وإذا استمرت التوجهات الانتخابية على هذا النحو فإن المحتمل والمتوقع أن يخوض كل من: أبو الفتوح وعمرو موسى جولة الإعادة للانتخابات، حيث يصعب على أحدهم الفوز من الجولة الأولى، إلا في حالة واحدة وهي تنازل مرشح الإخوان محمد مرسي وانسحابه لصالح عبدالمنعم أبو الفتوح، في هذه الحالة يكون حظ أبو الفتوح كبير للفوز في الجولة الأولى، أما في حال استمرار محمد مرسي في خوض الانتخابات فإن مع وجود حمدين صباحي ومحمد سليم العواء فإن حظ عمرو موسى بالفوز كبير وكبير جداً، وحسب العديد من المراقبين والمحللين فإن تقدم أبو الفتوح يدعو الإخوان المسلمين لمراجعة موقفهم وسحب مرشحهم للمصلحة العامة، ولعدة اعتبارات من أهمها أن عبدالمنعم أبوالفتوح سبق له الإعلان عن ترشحه قبل الجميع، فقد أعلن ذلك قبل أكثر من سنة بينما الإخوان أعلنوا في البداية عدم مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية ثم وقبل فترة قصيرة من الانتخابات أعلنوا مشاركتهم وأنزلوا خيرت الشاطر الذي رفضت لجنة الانتخابات أوراق شحه، وكان لهم مرشح احتياطي هو محمد مرسي الذي لا يمتلك الشخصية المؤثرة والجماهيرية مثل خيرت الشاطر، كما أنه أقل بكثير من قدرات وشخصية وتأثير عبدالمنعم أبو الفتوح.
وبالتالي وقد ثبت تقدم أبوالفتوح وتراجع محمد مرسي فإن العقل والمنطق والمصلحة العامة تقتضي انسحاب مرشح الإخوان والرجوع إلى الحق فضيلة، ولو كان الدكتور/ محمد مرسي مرشح الإخوان قد حقق تقدماً وأصبح منافساً في المركزين الأول والثاني لقلنا للدكتور/ عبدالمعنم أبو الفتوح نفس الكلام ودعوناه للانسحاب، فالحق أحق أن يتبع، والمصلحة العامة مقدمة على المصالح الخاصة سواء كانت مصلحة الجماعة أو مصلحة شخص أو أشخاص، وهذا امتحان عسير للإخوان المسلمين وموقف عصيب يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة الأدبية والوضوح والشفافية..