;
فاطمة العمري
فاطمة العمري

اليمني لديه.. مناعة زائدة 1898

2012-05-14 03:08:04


نحن شعب وصفنا الكثيرون بالنكران ولا بد أن أقول إننا شعب لا نستحق أي شيء جميل لأننا سبب رئيسي في فقدان الأشياء لرونقها وجمالها ونحن شعب تلاحقنا كلمات التخاذل وعدم الاهتمام والتعاون وهذا حق تذكرت لوهله قول أحدهم عندما قال (لعن الله شعباً أردت له الحياة فأراد لي الموت) شعب لا يتغير وإن حدث هذا التغير فللأسف إلى الأسوأ.. جحدوا حق تلك الأم الحانية عليهم وهي بلدهم.. ميزوها بأشياء لا تميزها وإنما تسيء لها فما جدوى الكلمات معهم وعقول الناس في جميع بلادنا الدنيا تعمل إلا عقولهم فلا زالت (وكالة) على وضعها لا تتحرك.. سيطر الجهل عليها من كل ناحيةٍ وصوب.. والأدهى أني كنت في الفترة الماضية من أعوامٍ سابقة ألوم أصحاب البلدية إيما لوم عندما أراهم يبطشوا بكل طالب رزق واليوم أعود لأقول ما يقيد الله إلا وحوش فما حدث حينها كان قليلاً وقليلاً جداً لما أراه اليوم من أوساخ وقاذورات تحيط بكل الباعة في كل مكان.. تساءلت هل عند اليمنيين مناعة زائدة غير البشر من الميكروبات، والجراثيم أم أصبحنا في إتفاق صداقة بيننا وبينها لدرجة أنه لم تعد تجدي معهم حتى الأوساخ، فقد تأقلموا على هذا الحال المزُري فلا يتضرر من أية ميكروبات فقد أصبحت صديقة البيئة اليمنية، فهناك من العرب ما إذا لامس أنفه أدنى رائحة يأتي بالأطباء من كل مكان لما يصيبه من إعياء ولكن منا من يأكل ويشرب ويستنشق الهواء بجانب تلك الكوارث ولا يعيرها أي اهتمام وحتى الحشرات أصبحت مرعوبة من اليمنيين فأين ومتى الحل؟!
أصبح مرضاً معدياً أو بالأصح لا دواء له ذلك التراكم والكم الهائل للأوساخ في كل مكان نصادفه وأكثر تلك الأماكن باعة الفواكة والخضروات وغيرها.. وامصيبتاه.. الناس لا تحرك ساكناً تشتري وتبتاع والأمر لا يعنيها، فلا إنكار للمنكر ولا حتى بالتفاتة بسيطة، بل هناك من يبتاع الأشياء والذباب والبعوض يرسل له القبلات يمنهٍ ويسرة فلا يكاد ينتهي من الشراء إلا وقد زارته الجراثيم في جميع مناطق جسده وتركت له ذكريات بسيطة إما أن تلزمه الفراش أو ما شابه هذا لمن هو غير طبيعي طبعاً لأن الشخص الطبيعي من يتكيف مع كل هذا.!! وشر البلية ما يُضحك!!
نحن لا زلنا شعباً جاهلاً ومتخلفاً نريد كل شيء ولكن لا نريد تغيير وفعل شيء نرغب بالأشياء أن تأتي إلينا دون تعب ولا مجهود.. شعب يجهل ما يريد ليس لنا هدف في حياتنا... شعب تحكمه العادات والتقاليد الهوجاء أكثر مما يحكمه عقل ودين وعقيدة.. شعب يهتم بسفاسف الأمور وينسى أو يتناسى كل ما يصلح عقيدته وعقله وبلده وجل اهتمامه ونشرته الإخبارية اليومية والمعتادة هذا فُعل..! وهذا لم يُفعل وهذا قال وهذا لم يُقل وهذا عنده وهذا.. ولم يعتب على نفسه يوماً أو يصلحها من جميع ما يُعطبها..
هناك دول نهضت بسبب حب أبنائها وتعاونهم ووجود المخلصين الدولة لتصبح دولته في مقدمة الدول من حيث الجمال والسياحة والمنجزات فمن يأتي إلينا ليس لفصل التيار الكهربائي ولكن لفصل تيار التخلف والعصرية وحب الذات عن عقول هؤلاء الناس..
تمنيت للحظة لو نجد فينا مثل (رجب طيب) رئيس وزراء تركيا حتى يوماً أو شهراً يشرح لنا الدرس الذي أصبح صعب الفهم وهو كيف تعمر بلدك وتحافظ على نظافتها وما الوسيلة التي نستطيع بها شرح هذا الدرس، فقد أصبح الجميع ناكري الجميل والفضل لهذا الوطن الغالي فما عساها تعطيهم وقد حرموها حبهم واعتزازهم، إذاً فلا لوم عليها ولا عتب إن عاملتنا نفس معاملتهم لها فاقد الشيء لا يعطيه لم يحبوها لتبادلهم تلك المشاعر ذاتها.. أقسم إننا شعب لا نستحق خيرها وغير لائق بنا صنيعها.. عذرت المسيئين لنا رغم دناءتهم فكما تكونوا يولى عليكم فتشوا في دواخلكم أين الخلل.. فكروا بأمور تنهضوا بها.. ومشاعر تقربكم إليها فعلاً لا قولاً فحسب.. أعلامنا منكسه ومتسخة فأين الاعتزاز..
شوارعنا مليئة بكوارث بيئية فأين التباهي.. قلوبنا مغلقة فأين التصافي عقولنا متحجرة وواقفة عن العمل فأين التعمير والبناء ومتى؟! أيدينا مكتوفة فأين العمل؟! والكارثة إننا شعب مستمع.. نسمع أننا شعب طيب يا فرحتنا بالخبر ما أحلاه ولكن لم نستغل هذه الطيبة.. سمعنا أننا شعب فقير فصدقنا وأصبحنا تحت خانة الفقر.. سمعنا أننا من الدول النامية وصدقنا ونحن نمتلك ثروات تجعلنا من أغنى الدول متى ينهض ذلك الطالب المستمع ويصبح فرداً فاعلاً في المجتمع وتصبح يا أبن اليمن الغالي من يسمع له ويستمع منه جميع العالم ويتحدث عنك التاريخ لما قمت به من قدرات ومنجزات يخلدها عبر الأزمان والقرون القادمة، فهل سيطول ذلك اليوم حتى أراه وأسمع عنه وأتباهى بكم كثيراً حينها لا بد أن أقول هذا الشعب يستحق لأنه يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع وإلا فسنظل كما نحن لا نجني سوى قيل وقال وهلم جر..
أملي كبير أن نفهم ما نقرأ ونعي ما نسمع ونصلح كل شبر في هذا الوطن الأغلى من الروح والمال والولد..
هناك من لا بد لائم لكلماتي هذه ولكن هدفي من وراء هذه الكلمات أسمى من كل شيء إنه بناء وإعمار هذا الوطن...

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد