مطالبة الحوثي بالاعتراف بمظلومية تعز، وتهامة كشرط للحوار الوطني تثبت حالتين مرضيتين يعاني منها تفكيره وأيديولوجيته .
الحالة الأولى أن التفكير القروي الأسري مازال هو المسيطر على أتباع هذا المذهب السياسي الطائفي المتدثر بالثيوقراطية في أسوأ حالاتها، إنه يفترض أنه بإضفائه هالة من الغرور المناطقي على أبناء تعز سيجعله المهدي المنتظر لأبنائها . وسيوقع القوى السياسية الوطنية في مأزق عدم الاعتراف بذلك لتعز وأبنائها . والأكيد أن الحرج سيقع فيه هو لأن الثقافة الثورية لأبناء الحالمة يجعلهم قادة للثقافة الموحدة للقلوب المتناسية للوجع الشخصي في مقابل الحديث والألم مع الفرد وللجميع .
ولأن قادة القوى السياسية المحركين للنضال الجمعي الثوري هم من تعز وهم الحاضن الأكبر لفكر المواطنة المتساوية .
الحالة الثانية أن موقفه هذا يؤكد أنه لا يؤمن بالحوار وليس لديه وعي وطني نابع من مشروع محلي وطني غير مستورد، بل انه سيؤكد أن الحوثي فعلا يتبنى فكرة أن ينفصل بإقليم كبير في صعدة وما جاورها وهو من يشجع النعرة المناطقية التي تتحدث عن إقليم تعز من بعض الذين لا وزن لهم في العمل السياسي والوطني إنما تحركهم أهداف شخصية فردية .
وسيكون الحوثي أمام أبناء تعز منافق وأمام أبناء حجة ومأرب والجوف والمحويت وإب وذمار والمهرة وغيرها عنصري انتهازي يبحث عن الأقوى تأثيراً إعلامياً ليرمي بطعمه لصيد تحالف يظن انه قريب، وسيجعل أبناء اليمن كلها يشعرون كم ظلمهم فعلا هذا الفكر لمئات السنين حين كان ولا يزال يجعل من أبناء هذه المناطق عكفي وعسكر في حروبه المقدسة، ولا وزن لحياة أبناء هذه المناطق عنده . كم أتمنى فعلا أن يثبت الحوثي فعلا وطنيته وحبه لتعز وتهامة بأن يتخلى عن سلاحه أولاً ليستطيع أبناء هذه المناطق السلميون أن يقولوا للمناطق الأخرى المسلحة اقتدوا بالحوثيين . كما أتمنى أن يثبت حبه لهم بأن يتبنى مشروع تزويج مجموعة من مثقفي تعز ممن ينحدر بعضهم من أسر تمتهن الحرف كالتجبين والحلاقة وغيرها ليثبت للجميع عدالة مطالبه وليزيل كل تشكيك في عنصريته ..
- كما أنه وهو الذي شغل الساحات مسيرات وبيانات في بداية توقيع المبادرة الخليجية ثم رفضه للانتخاب رئيس جديد وحديثه عن بقاء النظام وعدم اشتراط المبادرة رحيل صالح وأبنائه ,هاهو اليوم لا يتحدث عن هيكلة للجيش ولا عن أبناء صالح وبقائهم في الأجهزة الأمنية ولم يشترط رحيلهم بشكل واضح، وهو ما يؤكد تحالفه مع هذه العائلة ضد سيادة الدولة والقانون في البلد واستقراره .
- كما أنه في حروبه الستة لم يتحدث أبداً عن غلاء المعيشة وعن مشاكل الأسعار التي أدارها صالح .
وأخيراً .. في موضوع الموقف من الضربات الأمريكية ضد القاعدة، فأنا أستغرب عدم تحدثه في السابق مع الذين أبرموا هذه الاتفاقات الدولية الأمنية لمكافحة الإرهاب وهم عائلة صالح .
- ثم لم لا يقوم هو بهذه المهمة ويكافح القاعدة التي تسيطر على مدن و تشرد السكان بدلاً من أن يكافح الإرهاب في عاهم ومران بطرد السنة من مناطقهم ومساجدهم .. أو فليذهب ليحارب هو الأمريكان ويزرع لهم الألغام بدلاً من أن يضعها في مراعي الفقراء بحجة وتهامة وصعدة .
المهم أن قضية رفضه محاربة القاعدة اليوم يثبت فعلاً صحة التقارير التي تؤكد تنسيقاً أمنياً ومخابراتياً وتدريباً حتى بين القاعدة والحوثي وتؤكد تهريبه للسلاح للقاعدة, بل حتى يؤكد ما جاء عن أن معظم الإرهابيين القادمين من أفغانستان مروا بإيران وهي من هربتهم لليمن!!! — مع فتحي أبو النصر و 24‏ آخرين‏.