ما قام به السيد رئيس الوزراء "باسندوه" وأعضاء حكومته حينما قرروا الذهاب إلى محافظة "تعز"، يعد عملاً في غاية الروعة والمسؤولية ويجسد الحكمة بكل معناها ومدلولها.
فتعز هي الثورة والثورة تعز، ومع تقديرنا لكافة محافظات الجمهورية إلا أنه ليس هناك محافظة أخرى في وطننا الحبيب تسعى لمنافسة تعز على هذا الشرف الرفيع، اعترافاً وتقديراً للدور الذي تقوم به هذه المحافظة في الحفاظ على الوطن حين تشتد المحن والتجاذبات وتحدق به الأزمات والاضطرابات.
هي تعز إذن "الدورة الدموية للوطن" فأبناؤها منتشرون في كل أرجائه، ويكاد لا يخلو مرفق عام أو خاص
إلا وتعز حاضرة فيه بحضارتها وبعلمها ومدنيتها وسلميتها..
ولا يختلف اثنان في هذا البلد على أن تعز هي صمام أمان اليمن "شماله وجنوبه وشرقه وغربه"، فهي تمثل الوسط فيه "جغرافياً ومنهجياً"، وكأن الله قد اختارها لهذا الدور العظيم..
فتعز إذن لا تعني الجغرافيا "كمنطقة" بقدر ما تعني "الثقافة، والتوجه، والفكر، والتجربة،...الخ"، جعلت اليمنيين بأكلمهم ينظرون لأبنائهما نظرة خاصة تميزهم عن جميع أبناء المحافظات الأخرى، أهمها "مدنيتهم"، ولأنها كذلك فقد عانت الكثير من التهميش والحرمان والإذلال المتعمد من قبل الحكم السابق، لأنه في عداءٍ مع العلم وعليه فقد سعى إلى تجهيل أبنائها بشتى الطرق، وبقدر كبير من الصلافة والأذى حاول أن يجعلها بقرته الحلوب، ليس إلا تعز التي كانت عاصمة للإمام أحمد حميد الدين آحالها "صالح" إلى مستنقع بكل حقد وعنجهية خاصة بعد تحقيق الوحدة، أما بداية حكمه قبلها لم يظهر "صالح" ذلك العداء السافر لها، لأنه كان يخشى الجنوب وكانت تعز تمثل الأطراف، فكان إلى حدٍ ما يبدي نوعاً من الاهتمام المخادع بها، حتى جاءت الوحدة فإذا به يجعل من تعز مقلب نفايات ويعيدها قروناً للوراء.. دمر بناها التحتية "موانئ مطارات، شبكات مياه، وغيرها" وجعلها قاعاً صفصفا، فهذا المطار الذي كان في السبعينيات وبداية الثمانينيات يستقبل عشرات بل مئات الرحلات أسبوعياً تقريباً أغلقه صالح إلا من رحلة في الأسبوع تقريباً، كذلك ميناء المخاء التاريخي، هذا الميناء الشهير الذي يعرفه القاصي والداني منذ قرون جعله "صالح" ميناءً للمهربين لا غير.
مما سبق كله تأتي هذه اللفتة الحكيمة من الحكومة بكاملها رئيساً وأعضاءً كشيء من رد الاعتبار لهذه المحافظة البطلة، وما ذهابهم بكاملهم إليها إلا عرفاناً بمكانتها ومقامها عند اليمنيين أجمع، ولله درك يا "باسندوه" أيها الرجل الشجاع ولله در حكومتك حينما اتخذتم هذه الخطوة الجبارة، ونحن بدورنا كيمنيين أجمع نرفع لكم القبعات احتراماً وتقديراً لجهودكم العظيمة وإن شاء الله لن تروا من تعز إلا كل عزٍ وسؤدد وريادة وكل ما تقر به عيونكم.
كما نرفع القبعات أيضاً لرئيسنا العظيم "هادي"، حينما أصدر قراره الشجاع والحكيم في نفس الوقت بتعيين ذلك الشاب الثائر/ شوقي أحمد هائل محافظاً لتعز.. لكم منا جميعاً أسمى آيات الإمتنان والترحيب في عاصمة الثورة.