إن من قواعد الدين الإسلامي الحنيف أن نؤاخذ الناس بظاهرهم ونوكل سرائرهم إلى الله وأن نحسن الظن بالآخرين ونسيء الظن بأنفسنا ومن الخطأ أن ننظر إلى ذنوب الناس وكأننا أرباب، فنقيم عليهم الحدود ونسفك الدماء التي حرمها الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم : "لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد" فلا يحق لأحد من الخلق أن يرجم بالغيب أو أن يشق عن صدور الناس أو أن يجعل من نفسه إلهاً يعاقب من يشاء ويغفر لمن يشاء وهذا ما يفعله الإرهابيون الذين انطلقوا مجاهدين يدمرون في أوطانهم ويقتلون إخوانهم ويسفكون الدماء وينتهكون الحرمات تحت شعارات وحجج ما أنزل الله بها من سلطان باسم التكفير وتحت شعار محاربة أمريكا وعملائها وإقامة شرع الله تعالى في الأرض وتذكرني أفعال هؤلاء بطرفة تقول: إن أحدهم أراد أن يُرعب ويخوف أهل قريته، فخطف ابنه فلما وجدهم لم يحركوا لذلك ساكناً قتله، فأسلحتهم لا تنال إلا الأبرياء من بني جلدتهم والعزل من المعاهدين الذين قال فيهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " من قتل معاهداً لم يجد رائحة الجنة" وقال الصادق المصدوق : " سيخرج من ظئ ظئ هذا " أي من نسل ذي الخويصره" قوم حداثى الأسنان سفهاء الأحلام , يقولون من قول خير البرية, يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام" ومن الخطأ أيضاً عدم إنزال النصوص الصحيحة منازلها، فقد نزلت آيات في الكفار فجعلوها في المؤمنين فأفتوا بغير علم وحكموا بغير فقه واستباحوا ما حرم الله تعالى وهم يعلمون حرمة دم المسلم قال تعالى :"ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً أليماً" وكان بن عباس رضي الله عنهما ينظر إلى الكعبة ويقول : " إن الله عظمك وحرمك وشرفك وإن المؤمن أعظم حرمة عند الله منك , لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم".
وهب أنهم على صواب وأن غاياتهم سامية، فالغاية في ديننا لا تبرر الوسيلة، فقد مكثت الأصنام بالكعبة وتأخر الفتح عامين كاملين لوجود بعض المستضعفين بمكة قال تعالى: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً" ولو تزيلوا معناها لو تميزوا، أي أنكم إذا دخلتم مكة وكانت الحرب ستقتلون المسلم مع غيره وهذا لا يجوز، فكيف بهؤلاء الذين لا يستهدفون إلا الأبرياء والعزل وأي عدو يحاربون في مدرسةٍ أو مسجد أو سوق أو حفلة عرس؟؟! وحسبنا الله ونعم الوكــيل.
أحلام القبيلي
لستم أرباباً!!... 2358