بصدور قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بتشكيل لجنة الاتصال للحوار الوطني، تكون البلاد قد دخلت المرحلة الأكثر أهمية وحيوية ومحورية من المرحلة الانتقالية، ولا يقلل هذا من أهمية الانجازات والقرارات والخطوات التي تمت خلال الفترة الماضية..
وخاصة الانتخابات الرئاسية وحركات التنقلات في القوات المسلحة وما تقوم به الحكومة واللجنة العسكرية وغير ذلك مما تحقق وما يقوم به الرئيس هادي من خطوات تنفيذية وما يتخذه من قرارات جريئة وقد ظهر ذلك وتبين خلال الكلمة الهامة التي ألقاها في حفل الأكاديمية العسكرية، وأكد فيه على "أنه لا توجد غير قيادة واحدة للجيش وقيادة واحدة للأمن وقائد واحد للجيش والأمن، وأنه لن يسمح باستمرار أي انقسام في الجيش، ولن يقبل بأي محاولة كانت لتعطيل مساره أو حرفه عن مهامه وواجباته الأساسية" هذه الكلمات القوية وذلك الخطاب الواضح والشفاف يؤكد على الروح القيادية والمسؤولية الوطنية التي يتمتع بها الرئيس هادي والتي تدل على أنه مدرك تمام الإدراك ما يحدث وما ينبغي أن يقوم به ويفعله، وأنه لن يقبل أن يكون هناك رئيس الرئيس أو من هو فوق الرئيس سوى الدستور والقانون.
ومن هنا تأتي أهمية القرارين اللذين أصدرهما أمس الأول الأحد بخصوص تشكيل لجنة الاتصال للحوار الوطني وتعيين أربعة مستشارين لرئيس الجمهورية وباعتقادي أن تشكيل هذه اللجنة جاء صائباً وموفقاً وقتاً ومضموناً وأشخاصاً، فالوقت قد حان للبدء في الخطوات الأولية والإجرائية للحوار الوطني، أما على مستوى المضمون فإن القرار قد حدد ووضح أهم عمل لهذه اللجنة وهو القيام بتشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني خلال فترة لا تتجاوز 30 يونيو 2012م وهذا يعني أن لدى اللجنة قرابة شهرين لتشكيل اللجنة التحضيرية وهي فترة لا بأس بها ومعقولة، فليست أياماً معدودة ولا هي شهور عديدة، وخير الأمور أوسطها، ثم إن القرار أتاح للجنة الاستعانة بمن تراه لإنجاح عملية التواصل.
أما بالنسبة للأشخاص وأعضاء لجنة الاتصال فإن الاختيار كذلك كان صائباً وموفقاً ومتوازناً، ذلك أن الأعضاء الثمانية الذين يحملون مسؤولية وطنية وتاريخية وفي مرحلة عصيبة وأوضاع صعبة، وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم السياسية، نراهم على قدر المسؤولية ومقبولين من الجميع أو على الأقل من غالبية الشعب اليمني، وعليهم أن يشرعوا في العمل بصورة فورية وبروح جماعية وبرؤية وطنية شاملة وجامعة ومن خلال آليات ووسائل واضحة وشفافة وأن يكونوا على إدراك تام بطبيعة المرحلة وحقيقة التحديات وجوهر وهدف الحوار الوطني والتأسيس للمرحلة القادمة واليمن المستقر والوطن الموحد والشعب العظيم والأمل الكبير بالانتقال إلى مرحلة الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار والتصالح والتسامح وتغليب المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً..
عبد الفتاح البتول
لجنة الاتصال والحوار وأهمية الأمن والاستقرار 1801