تتدحرج كرة الثلج في اليمن وتتسع نطاق الحرب الكلامية بين الفرقاء ولا نعني هنا بالفرقاء أحزاباً وتكتلات وطنية وإنما الحزب الحاكم سابقاً "الشعبي العام وقياداته" التي التزمت الصمت وقبلت لاحقاً بالعمل الوطني ضمن منظومة العمل السياسي لإخراج اليمن من معمعة وتداعيات الانزالاق نحو المجهول والفريق الآخر الرافض لعملية الإصلاح السياسي والشراكة الوطنية، معتبراً أن الوطن ملكاً لصالح وأفراد عائلته ومتجاهلاً في ذات الوقت الدماء التي سالت طيلة عام مضى، بل لم يفق هذا التيار المناهض للتغيير والذي يتكئ على المؤسسة العسكرية في مواجهة الشعب اليمني باسره.
صحيح الرئيس السابق وقع على المبادرة الخليجية وسلم السلطة للرئيس الجديد وكما يحلو له أن يردد وعلى الدوام سلمياً وعبر انتخابات رئاسية تاريخية، لكن اللعبة الخطيرة التي يمارسها صالح وعائلته حالياً جد خطيرة، فهي لا تهدد فقط الأمن والسلم الاجتماعيين اليمني فحسب بل تمتد خطورتها لتصل إلى البحر والبحر وسوف تؤثر بكل تأكيد على أمن وسلامة الملاحة الدولية وأمن وسلامة المنطقة بأسرها من الخليج العربي والبحر الأحمر وجزيرة العرب دون استثناء.
 إن ما يحدث اليوم من عمليات تهريب للأسلحة الخطيرة والمتطورة من معسكرات الحرس الجمهوري وقبل ذلك من مخازن سلاح الجو ومن عدة وحدات عسكرية ما تزال العائلة تمسك بها وترفض تسليمها أو تلك التي كانت القيادات العائلية تتمسك بها حتى بعد قرارات الرئيس هادي وباستماتة ليس الهدف منها البقاء في مواقعها فحسب ولكن لأهداف بعيدة تتمثل في تسريب الأسلحة وإيصالها إلى عناصر القاعدة والعناصر التخريبية التي تأتمر بأمر الرئيس السابق وعائلته.. وما جاء على لسان المبعوث الأممي الخميس الماضي عندما قال إنه يؤمن بأن انقسام الجيش اليمني يمثل إشكالية كبيرة وينبغي أن تتم هيكلة الجيش أو توحيده قبل أي إجراء في هذا البلد والرجل وبما عرف عنه من حنكة وقدرة على حل إشكاليات عدة كانت تواجه الأطراف السياسية ولولا عناية الله سبحانه وتعالى ومرونة وحنكة الرجل ابن عمر لكنا في هذا البلد قد وصلنا إلى منعطفات ودخلنا في أنفاق مظلمة، لكن الرجل كانت له رؤيته وحدد مكامن المشكلة وشخص الداء والدواء ونعتقد أن حديثه الأخير قبل أن يغادر صنعاء كان واضحاً وبما لا يدع مجالاً للشك بأن اليمن إن لم يتدارك المجتمع الدولي والإقليمي المشكلة ويضغطوا وبقوة على أسرة صالح وعلى صالح ذاته أولاً بمغادرة البلاد وترك اليمنيين يحكمون أنفسهم وثانياً على الأسرة أو العائلة أن تسلم الأمر وتعترف بأن أبناء اليمن قد أعلنوا ثورتهم وحددوا أهدافها ولا تراجع على ذلك ولو كلفهم ذلك الأسوأ من النتائج، فالثورة قد قامت وقد تحقق الجزء الأهم من أهدافها ولهذا لا مجال للمراوغة والتلكؤ والاستمرار في العبث بمقدرات الشعب اليمني ومحاولة فرض أمر واقع أو محاولة إغراق البلاد في أتون الأزمات والصراعات..
اليمنيون وعن بكرة أبيهم خرجوا في فبراير ولن يعودوا إلا بعد خروج صالح وعائلته ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني وإن الله غالب على أمره والعزة لله وللمؤمنين.. وللحديث صلة.
Abast66@hotmail.com