بكل امتنان لله أولاً ثم لكل من أوصل مضمون مقالي (إلى جدعان الجدعان فقط) إلى مشايخ قبيلة الجدعان، أعتز بأن تكون مناشدتي تلك قد وجدت طريقها إلى قلوب وعقول مشايخ القبيلة وعلى رأسهم الشيخ/ ربيش بن كعلان الذي أمسك يوم الجمعة بالمصحف، مناشداً أبناء قبيلته بألا يتعرضوا لخطوط الكهرباء ثم أجهش بالبكاء، وهذه الدموع الغالية لن تذهب سدى، بل إن شاء الله تكون الماء الطهور الذي يغسل قلوب المتورطين بقطع الكهرباء، ويعيد لهم رشدهم ويحيي موات ضمائرهم، وهي دموع نسأل الله أن تكون وقوداً تنير اليمن وتبدد ظلماته وتبرد سخونته، لقد مسنا الضر وسئمنا الضنك، وصرنا أحوج ما نكون للجمع بين الخطاب السياسي والخطاب العاطفي، ولا تثريب على دموعنا فهي أصدق تعبير على صدقنا وصادق مصداقيتنا.
●●●
وحين لاحظت البارحة أن الكهرباء لم تنطفئ اتصلتُ بالشيخ ربيش لأشكره فوجدته نائماً فحادثتُ اخاه مُرضي بن كعلان ـ الذي شكى لي معاناتهم ـ وقال: لا بيت إلا وفيه حمام، وإن محول الكهرباء يبعد عن بيته 40 متراً ولكن بيته وقريته بلا كهرباء وصوت المحول مزعج جداً لهم، ولكنهم لا يمكن أن يستغلوا الوضع الحساس للبلاد من أجل المطالبة بحقوقهم، وإن الذي يقطعونها هم من أسفه السفهاء وإن القبيلة تتبرأ منهم، وإن هناك مسئولين يشجعونهم على إضعاف شركة صافر حتى يكون عليها عجز يؤدي إلى إفلاسها لأن لهم مصلحة شخصية وسياسية في إفلاسها .
●●●
مرضي يقول بتأوه: أهل مأرب مثل قوافل زمان التي تحمل الماء على ظهورها بينما الظمأ يقتلها، حقاً وصدقاً هذا هو حال أهل مأرب، ولكنهم أخطأوا الطريق حين سكتوا عن حقوقهم طوال العهد البائد وحين صار الوطن في عز محنته تذكروا أن لهم حقوقاً يريدون الحصول عليها .!
يا ذي صبرتِ سنة زاد بقى لك يوم.. مثل شعبي نهديه لأهل مأرب كافة من أجل أن يصبروا وأن يتقوا الله حتى يجعل لنا مخرجاً وفرجاً.
●●●
شكرا لدموع ربيش، وشكراً لآهات مرضي، وشكراً لمن لم نسمعهم من شيوخ القبيلة.. ولكني آمل أن يسمعوا هم آهات نفوسنا المتوجعة ونداءات ضمائرهم التي لا نشك أن فيها خيراً كثيراً.. كيف لا؟ أليسوا مسلمين؟ بلى..
أليسوا أحفاد بلقيس وعظماء مأرب؟ بلى..
لقد شكونا يا شيوخ الجدعان فبكيتم أنتم.. هذا يعني أننا الجسد الواحد الذي أخبر به الرسول ( ص).
ختاما، الله ينور عليكم في الدنيا والآخرة كما نورتم علينا، فلم تفسد فاصوليا أم مهيوب في الثلاجة! ولم يكسر ابني القلاصات!.
رشيدة القيلي
دموع الشيخ ربيش تلصي اليمن ! 2397