مازال ينظر إلى المرأة بعين الوصي على قاصر وكأنها ليست أهلاً لإدارة شؤون حياتها بمفردها، ما أقسى هذه النظرة التي تجعل أحلام المرأة مسجونة خلف قضبان الوصاية ومكبلة بالأوامر المفروضة!!.. عفواً عزيزي الرجل يجب أن تحترم الوجود الإنساني لهذه المخلوقة التي تمثل نصف المجتمع، فهذا الوجود خُلق فيه الجنسان وهذه الحقيقة التي لا مجال لإلغاء جزء منها لإبقاء الجزء الآخر الذي يمثله الذكر، فالمجتمع يتسع لاثنين ولكن الرجل يحاول أن يُضيقه بنظرته القاصرة التي لا تمتد لترى بأن المرأة أهلاً لتكون أماً ناجحة وزوجة مثالية وأختاً عظيمة ومؤهلة لأن تكون معنى لكل شيء جميل يخلق التوازن في المجتمع ولكن كل هذا ستحققه إن توقف الرجل عن تمثيل دور الوصاية عليها، فكل ما تحتاجه المرأة منك عزيزي الرجل هو أن تؤمن بمفهوم الشراكة الحقيقية التي تجعلك تنحني أمام دورها الذي لا يمكن تجاهله، فسياسة الإقصاء التي تستخدمها كوسيلة حصر لن تمحي آثارها التي ترسم بصمات النجاح في المجتمع، فبالرغم من كل الصعوبات والعراقيل التي تواجهها، إلا أنها استطاعت أن تثبت وجودها وتجسد عظمة دورها في مجتمع أقل ما يُقال عنه ظالم، كونه يؤمن بالعادات والتقاليد والموروثات التقليدية ويهجر الدين والمنهج الرباني والمصيبة أنه يتكلم باسم الدين الذي كرم المرأة وأعطاها كافه حقوقها دون من ولا سلوى وخير إثبات وأكبر دليل لهذا الدور العظيم هو مشاركتها في الثورة الشعبية السلمية، فخرجت تواجه الموت من أجل أن يحيا وطن يتسع للجميع وهي عظيمة بذلك الموقف الذي جعل العالم يُقدر معنى الإرادة التي لا ُتقهر، لأن العظمة في أنها بذلت ضعف مجهود الرجل للوصول لهدفها الذي جعل منها شريكة في صنع القرار الذي تعتبر إرادتها أحد مكوناته، فالضعف الآخر من العزيمة تحتاجه لمواجهة محاربة الرجل لوجودها في مجالات الحياة .....فمن منطلق العدالة التي يتجاهلها المجتمع الذكوري أقول عفواً عزيزي الرجل، لن تُدفن أحلامها برمال رغباتك ولن تُصلب إرادتها بجذع تسلطك ولن ينحني شموخها لعصا تخلفك،، فذلك المنهج التقليدي الذي درسك بأن أحمد في المدرسة وأروى تحطب لم يعد صالحاً في زمن أصبحت فيه أروى وزيرة وسفيرة وبرلمانية ودبلوماسية وطبيبة ومهندسة ومحامية وقاضية ومُدرسة، فأروى خلقت لِتشاركك حياة، تمثل هي نصفها وجوداً وعملاً وعليك أن تتقبل هذه الحياة حتى نرتقي إلى المستوى الفكري الذي يجعلنا أكبر من هذا الانحصار الديني الذي حصرت مضمونه المقدس في فتاوى مُحاربة المرأة المستندة إلى نصوص ربانية لم تعِ مفهومها أو مناسبة نزولها.. لذلك عليك أن تهجر الثقافة البالية لتنفض عن عقلك غبار التخلف .
بقايا حبر:
صرخت من خلف الظلام الذي يرتديه وجهها بأنها حرة..!! فكفرها مستنداً لفتواه الذكورية التي لا تبيح صوتها العورة!!.
نعائم شائف عون الخليدي
عفواً عزيزي الرجل! 2222