يتجادلون ويتبادلون الاتهامات والشتائم ويقولون حوار وطني, كيف ستدخلون الحوار الوطني وأنتم بهذه النفسيات المعقدة , وكل منكم في فلك يسبحون , ولم يوحدكم هدف الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة , من ظلمات بعضها فوق بعض.. أخشى أن يكون حواركم الوطني أشبه بقصة بيت "الأصم" اليمنية التي تحكي فصولها: أن رجلاً مر بهم وهم في الحقل مجتمعين فقال :
السلام عليكم..
قالت الأم: طلقها سعيد- تقصد ابنتها ثم أعاد التحية وقال : السلام عليكم، قال الأب : الثور الأحمر حقي والأبيض حق المرة، قال : يا جماعه أقول السلام عليكم، قالت الجدة : إن به لحمه على أضراسي وإلا ما اشتيش، قال : أقول السلام عليكم، قالت الفتاة: إذا كان رجل تمام ساتزوج وإلا اجلس بدون أحسن.
وقد وصف الشاعر أحمد مطر هذه الحوارت في إحدى لافتاته قائلاً: مر " شعواط " الأصم بالفتى " ساهي" الأصم، قال ساهي : كيف أحوالك عم، قال شعواط: إلى سوق الغنم، قال ساهي: نحمد الله بخير، قال شعواط: أنا شغلي الغنم، قال ساهي: رضة في الركبة اليمنى وكسر في القدم، قال شعواط: نعم.. اقبل الشغل فلا عيب بتحميل الفحم، قال ساهي : نشكر الله لقد زال الألم، قال شعواط : لم لا تأتي معي أنت إلى سوق الغنم، قال ساهي: في أمان الله عمي إنني ماض إلى سوق الغنم.
الحوارات لدينا هكذا تبدأ ودوماً تختتم، وما أجمل ما كتبه الزميل توفيق الحرازي واصفاً الحالة قائلاً:
أين الحوار يا جدة
قالت بعيد شوية
كيف الحوار يا جدة
يشتي ضمير ونية
طال الحوار يا جدة
بذنب ذا وذيه
من عطله يا جدة
قالت حنش وحية
باله والليل هالباله, باله والليل هالبال
عادت لها حليمة
للعادة القديمة
للازمه العقيمة
والفتنة الرجيمة
أطرافها عديمة
والعاقبة وخيمة
نشتي طريق يا جدة
قالت بعيد شوية
باله والليل هاالباله باله والليل ها البال
كلا ركن ومدد
أن الحوار مؤكد
ما له رجع تجمد
من حين ما تمهد
كلا شطح وقيد
عطل ابوه وردد
وان الصراع تجدد
صلوا على محمد
و أنا تعبت اداري
غبني على اصطباري
من ذي سلب قراري
وأنا لي اختياري
أشتي طريق حواري
ينتج وفاق حضاري
يرد لي اعتباري
ويحس بي شويه
يكفي فتن, يكفي محن
هذا الوطن أغلى وطن
هو أولاً
هو في القلوب
أحلام القبيلي
حوار الطرشان 2203