منذ سنين مضت ومعظم اليمنيين يدركون أن هناك خلافات قوية بين العميد أحمد علي واللواء/ علي محسن، أولها البعض بأنها ناتجة عن عدم تقبل اللواء/ علي محسن لمسألة التوريث للحكم، كما أولها البعض الآخر بأنها خلافات تكاد تكون أغلبها شخصية ونحن بدورنا لا نستطيع أن نؤكد هذا الطرح أو ذاك، إلا أننا لا ننكر وجود هوة سحيقة بين الرجلين وهذه الهوة تتسع يوماً بعد يوم، حتى أضحى أمرها مقلقاً لأغلب أفراد الشعب، كونها ستلتهم الأخضر واليابس، لكن هناك أيضاً جزء من الشعب يراها فرصة للتخلص من الرجلين وهذا في اعتقادي هو الانتحار بعينه والصحيح هو أن يسعى الجميع إلى ردم الهوة بينهما وتقريب وجهات النظر بين الطرفين حتى نستطيع أن ننتقل بوطننا من هذا الوضع المقرف الذي نعيشه إلى وضع أفضل بكثير كما عبرت عن ذلك الملايين التي خرجت لتصوت للتغيير، فضلاً عن الملايين التي رابطت ولا زالت مرابطة في الساحات، وهذا في رأيي يتطلب عزيمة ونكران ذات وعدم المزايدة وعدم العند أيضاً من الجميع، فإذا ما استطعنا أن نحل هذه المعضلة أنا على يقين أن الوضع سوف يسير إلى الأفضل وبخطى سريعة.
هناك من يظن أن الرئيس السابق هو من يعرقل مسيرة التغيير وتنفيذ المبادرة الخليجية، لكنني أختلف معهم ومعي كثيرون، حيث نرى أن "صالح" انتهى فعلياً ومن يلعب الدور هو العميد/ أحمد علي، كونه نظر إلى عملية انشقاق اللواء/ علي محسن على أنها مزايدة وحماية له في المستقبل وهنا تحول الصراع إلى عِنْد وفقط بالنسبة للعميد/ أحمد علي.
وبالتالي أصبح هذا العِنْد مسيطراً عليه لدرجة أفقدته كياسته التي نسمع عنها من الكثيرين "مدنيين وعسكريين" وأنا بدوري هنا أكرر ما قلته في مقالة سابقة مناشدتي للعميد أحمد علي وأقول له: "لا يزال لديك رصيد صدقني وبإمكانك أن تقدم الأفضل مما قدمت، فقط اترك العند الذي في رأسك ولا تلتفت لمسعري الحروب الذين يحومون حولك ويريدون أن يزجوا بك في أتون حرب ستحرقك أنت بالدرجة الأولى، يجب عليك أن تتخذ خطوات شجاعة وتقوم بإيقاف هذه المهازل التي يتبناها والدك، عليك أن تتذكر ما قام به قابوس بن سعيد وحمد بن خليفة، ماذا ينقصك عنهما؟!، بل على العكس تماماً أنت رجل متعلم وما زلت في مقتبل العمر ولديك وحدات عسكرية قوية موالية لك ولديك حزب سياسي لا يزال يمثل ورقة قوية في يدك، فلماذا يا أخي تغمض عينيك عن كل هذا وتظهر نفسك وكأنك "بلطجي" فقد مصالحه وبالتالي لا يهمه شيء؟!.
نحن شعب سموح وبالتالي متى ما سجلت موقفاً مشرفاً ووضعت حداً لهذه الشطحات الغير مسؤولة، أؤكد لك أنك ستكون في المستقبل أحد الرموز التي نفاخر بها على الرغم من كل ما مضى.. فقط تحرك بشكل سريع، فالقطار لن يقف، فانتهز الفرصة وأوقف معاناة الناس وامتثل لما سيوجهك به الرئيس هادي ولن أقول "تحرر من عقدك" لأنني متأكد أنك خالٍ من العقد إلا عقدة اللواء/ علي محسن فقط، وأنت على قدر كبير من الخطأ فيها، فالرجل وقف مع أبيك إلى الآن ولم يغدر به أو يستغل ضعفه ولو أراد لفعل، فكيف سيغدر بك أنت؟ أو بالأحرى كيف تنظر إليه بهذه النظرة المتشائمة وقد فعل ما فعل مع أبيك؟!.
فقط كن شجاعاً أكثر وحاول أن تنتهز الفرصة الأخيرة في هذا المشهد الثوري الجميل، فوالله ما نريدك إلا أن تكون أحد رواد التغيير إلى الأفضل.
تواصل مع اللواء/ علي محسن وستجده أقرب المقربين إليك ولن ترى منه إلا كل فعل أصيل وأنهيا "أنتما الاثنان" هذه المأساة التي التفت حول عنق هذا الشعب الصابر ولن تريا منه إلا كل الامتنان والعرفان بالجميل، وخذا في اعتباركما أنكما مستهدفان من جهات داخلية وخارجية وهناك مخطط كبير لجعلكما ورقتين للعب بكما بما تمليه على هذه الجهات مصالحها، فكونا على حذر.